مفتي الجمهورية: الدعوات المطالبة بالتخلف عن أداء الخدمة العسكرية «محرمة شرعًا».. التشكيك في خيرية أجناد الأرض «كلام باطل».. الدفاع عن الأوطان من أصول الإيمان.. جيشنا لا يعرف الطائف
استنكر الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، الدعوات المطالبة بالتخلف عن أداء الخدمة العسكرية بعد 30 يونيو، واصفًا إياها بالـ «آثمة والمحرمة شرعًا»، مضيفًا أن حب الوطن غريزة فطرية في قلب كل مسلم يقتدي بالسنة النبوية المطهرة، والدفاع عن الوطن شرف ما بعده شرف.
وأشار مفتي الديار المصرية - خلال لقائه الأسبوعي في برنامج «حوار المفتي» المذاع على قناة أون لايف، أن الدفاع عن الأوطان يعد من أصول الإيمان، وأن من يخالف ذلك يجهل مبادئ الشرائع السماوية كلها.
شرف الجندية
وعن فكرة وجود الجيوش لحماية الأوطان أكد أنه لا يمكن لدولة العيش بصورة محترمة دون وجود جيش عصري يحافظ على أمنها واستقرارها، موضحًا أن الدفاع عن الوطن من أرقى مراتب الشهادة ولا يساويه سوى الموت في سبيل المال والعرض، وأن العمل بالجندية شرف في الدنيا وقربة يتوصل بها المسلم لرضا الله تعالى في الآخرة.
وأضاف، إننا في دار الإفتاء اخترنا الأسئلة المتعلقة بالجانب العسكري وأحكام الجندية من واقع سجلات دار الإفتاء وجمعناها في كتاب صدر قبل عامين تقريبًا تحت عنوان: «فقه الجندية من واقع فتاوى دار الإفتاء المصرية»، وأجبنا فيه عن كل الأحكام المتعلقة بالجندية.
قوة ردع
وأوضح، أن المقصود من قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أن يكون للدولة قوة ردع ضد من يهدد أمنها، قائلًا: «هي قوة ردع وليس قوة اعتداء على الآخرين؛ لأن ديننا دين السلام، والمسلمون دعاة سلام وعمران ولا علاقة لهم بالإرهاب، فالشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصلحة البشرية في الدنيا والآخرة»، مضيفًا نحن نحتاج لتنمية قوة الردع العسكرية لحماية أوطاننا من عوامل الشر.
وأشار إلى أن «كلنا جنود في ميادين أعمالنا، بما يحقق مصلحة الوطن دون تمييز لمهنة على أخرى سوى بالإخلاص، فكل العاملين في مختلف التخصصات والمهن بما فيهم رجال الجيش والشرطة جنود في الوطن والكل هدفه تحقيق قوة حقيقية للمجتمع».
وطنية الجيش
وعن المشككين في خيرية الجيش المصري والأحاديث التي وردت وتحدثت عن خيريته؛ أكد إن هؤلاء يرددون كلامًا باطلًا من الناحية العلمية والواقعية، وأنا أدعو المشاهدين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التي ليس لها أساس من الصحة.
مقولات التشكيك
أوضح أن هذه المقولات المشككة في خيرية الجيش المصري العظيم لم تتردد سوى بعد أحداث ثورة يونيو 2013، فالجيش المصري العظيم انحاز لإرادة شعبه في جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز لم يعجب البعض فأخذ يشكك في وطنية الجيش المصري الذي يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ.
وبين أن الحديث النبوي الصحيح يشهد بأن هذا الجيش في خير وعافية إلى قيام الساعة؛ لأنها شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث يشمل كل من انتسب إلى هذا الجيش وإن كان من غير المصريين، فالجيش المصري وإن تعدد المنتسبين إليه إلا أنهم في النهاية انصهروا وصبغوا بالصبغة المصرية، فخيرية الجيش المصري لم تأت من فراغ وإنما نتيجة إرادة صادقة لرجال أوفياء.
المحاصصة
واختتم الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، حديثه بالتأكيد على أن الجيش المصري لا يعرف الطائفية أو المحاصصة؛ قائلًا: «الجميع جنود تحت راية مصرية واحدة».
وكانت بعض المواقع الخاصة بجماعة الإخوان دعت إلى التخلف عن أداء الخدمة العسكرية بسبب مساندة الجيش للإرادة الشعبية في ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.