رئيس التحرير
عصام كامل

الفشل يهدد خطة ترامب ضد داعش.. تعتمد على زيادة قوات الجيش وتتجاهل دولا راعية للإرهاب.. تكرار أخطاء الإدارات السابقة في أفغانستان وفيتنام.. وتساعد تركيا على احتلال شمال سوريا

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ينفق أي خبير عسكري على استحالة الانتصار على العدو، طالما أن مصدر قوته القتالية بخير. وهذا ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية دائمًا في حروبها حول العالم وتتبعه حاليًا مع تنظيم "داعش" الإرهابي.


الحرب على أفغانستان
وأبزر المحلل الجيوسياسي الأمريكي "يلسون جونار"، في مقال بمجلة "نيو إيسترن أوتلوك"، مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية حربها في أفغانستان منذ أكثر من عقد ونصف بعد غزوها الدولة الآسيوية عام 2001 للقضاء على الإرهاب.

ودائمًا يلوم الجنرال الأمريكي "جون نيكلسون" دولا أخرى مثل باكستانن وإيران، وروسيا على مساعدة وإيواء القوات المناهضة للولايات المتحدة.

احتلال فيتنام
واستشهد المحلل أيضًا بمشكلة واشنطن في احتلالها الطويل لفيتنام حيث قدمت فيتنام الشمالية، والصين والدول المجاورة دعمًا وملاذًا آمنًا للمقاتلين في الجنوب.

ورغم مقتل ما يصل إلى 4 ملايين شخص وإسقاط المزيد من الذخائر في المنطقة أثناء الحرب العالمية الثانية، إلا أن الولايات المتحدة فشلت في هزيمة فيتنام الشمالية ومنع إعادة توحيد واستقلال الشعب الفيتنامي.

التعامي عن رعاة الإرهاب
ولم تستفد الولايات المتحدة من تجاربها في الماضي، واعتزمت عرض خطة جديدة لمحاربة وهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا متجاهلةً تمامًا الدول الراعية للجبهة الإرهابية.

وتشمل خطة واشنطن للقضاء على "داعش" زيادة عدد القوات الأمريكية الموجودة بشكل غير شرعي في سوريا بجانب المزيد من الخيارات المدفعية والخدمات اللوجستية للقتال.

قدرة داعش
وانتقد المحلل غياب مصدر قدرة "داعش" القتالية والأموال التي يحصل عليها عناصره، والإشراف على تدريبهم وتسليحهم وقدرتهم على قتال القوات السورية، والعراقية، والإيرانية واللبنانية والروسية منذ سنوات وحتى الآن إلى تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وجنرالات الولايات المتحدة.

وعلى عكس تجربتيها في فيتنام وأفغانستان حيث اتهمت مرارًا وتكرارًا دولا أخرى بالمساعدة ضد قواتها، كانت إدارتي الرئيس السابق "باراك أوباما" والرئيس الحالي " ترامب" تتبع بشكل غريب الأسلوب الهادئ تجاه الدول المجاورة التي تساعد وتحرض "داعش".

ورأى المحلل الأمريكي أن بدون القضاء على مصدر قدرة داعش القتالية، ستكون هزيمته صعبة إن لم تكن مستحيلة.

حجة الاحتلال الأمريكي
اعتبر المحلل أن خطة إرسال أعداد كبيرة من القوات الأمريكية في سوريا دون موافقة حكومة الرئيس "بشار الأسد" تعتبر ذريعة لاحتلال سوريا فترة طويلة، فضلا عن اتاحة الفرصة لتوفير ملاذً آمنًا جديدًا داخل الأراضي السورية لمجاملة عضو حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، تركيا.

ويستطيع "داعش" بفضل تلك الخطة مواصلة تدريبه وتسليحه ليتعمق داخل الأراضي السورية لمزيد من الإنقسام والتدمير.

وشدد المحلل على أن الحرب الحقيقية ضد "داعش" يجب أن تعتمد أولا على كشف، وإدانة وتدمير الدول الراعية له مثل قطر، وأي شئ غير ذلك يعتبر ذريعة لوجود الولايات المتحدة على الأراضي السورية ليس لمحاربة الإرهاب ولكن لتقسيم وتدمير تلك الدولة.
الجريدة الرسمية