تزايد المخاوف من نشوب حرب بين روسيا وأمريكا.. مركز بحثي يحذر من تحريض وسائل الإعلام لترامب ضد موسكو.. زيارات لأوكرانيا لدراسة قدرات الدب الأبيض.. والأسلحة النووية تهدد بسقوط 4 مليارات شخص
تخوض الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية صراعًا داخليًا عنيفًا يركز على قضايا السياسة الخارجية والحرب؛ إذ يشن الحزب الديمقراطي، وبعض من الجمهوريين ومعظم وسائل الإعلام الأمريكية حملة هستيرية ضد الرئيس "دونالد ترامب" لموقفه التصالحي مع روسيا ورئيسها "فلاديمير بوتين".
وأكد موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي الكندي، أن تلك القوى هي واجهة وكالات الاستخبارات التي تهدف لمنع أي تراجع عن السياسة العدوانية التي اتبعتها إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما" تجاه موسكو، ولكن يحاول "ترامب" إخماد الصراع مع روسيا في الوقت الحالي، لإبعادها عن إيران والصين.
تدخل روسيا
وبدأ الحزب الديموقراطي حملته ضد "ترامب" باستخدام ادعاءات لا أساس لها حول تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة 2016 من أجل مساعدته على الفوز، كما أخذت الصحف الأمريكية تنشر تقارير لمصادر مجهولة عن تدخل روسيا في الشئون السياسة بالولايات المتحدة ودول أخرى، فضلا عن وصف "بوتين" بالديكتاتور والقاتل والعازم على السيطرة على أوروبا وتقويض الديمقراطية الأمريكية.
وتزامنت تلك الحملة مع الوجود المكثف لقوات ودبابات الجيش الأمريكي والناتو على الحدود الغربية لروسيا والتصاعد العسكري الوشيك في سوريا حيث تدعم الولايات المتحدة المعارضة التي تقاتل الحكومة السورية المدعومة من القوات الإيرانية ومقاتلات روسيا ومستشاريها العسكريين.
حرب واسعة
ونوه الموقع، بأن الظروف الحالية سواء في دول البلطيق أو الشرق الأوسط تهيئ لاشتباك بين القوات الأمريكية والروسية حتى ولو بشكل غير مقصود لإثارة حرب واسعة النطاق بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.
وشدد الموقع على أن نشوب حرب بين أمريكا ورسيا سوف يتسبب في مقتل عدد لا بأس به من الأرواح إلى جانب استخدامهما للأسلحة النووية وهو ما يلتزم السياسيون الصمت بشأنه.
وأبرز الموقع مشاركة وكالات الاستخبارات، والبنتاجون والمؤسسات الجيوستراتيجية في مناقشات مكثفة احتمالية نشوب حرب كبرى مع روسيا ووضع خطط للفوز في مثل هذه الحرب من خلال استخدام الأسلحة النووية.
ويرى المحللون الأمريكيون، أن تعيين "هربرت ماكماستر" مستشار "ترامب" للأمن القومي تنازلا لموقف الرئيس من روسيا، نظرًا لمشاركة "ماكماستر" الشهيرة في مشروع عسكري يعرف باسم "دراسة حرب الجيل الجديد الروسية" والتي قام المشاركين فيها بعدة زيارات إلى ساحات القتال في شرق أوكرانيا لدراسة القدرات العسكرية الروسية ووضع الإستراتيجيات ونظم الأسلحة لهزيمتها.
وكان "ماكماستر" دعا الولايات المتحدة للاستعداد لحرب كبرى مع روسيا لا تعتمد فقط على أنظمة صواريخ بعيدة المدى ومقاتلات الشبح ولكن بالدخول في قتال مباشر.
حرب نووية
وما وراء الحرب التقليدية، يناقش الإستراتيجيون في المؤسسات البحثية الأمريكية سبل الفوز في حرب نووية، ووضع مؤخرًا مركز التقييمات الإستراتيجية والميزانية CSBA تقريرًا من 140 صفحة عنوانه: "الحفاظ على التوازن: إستراتيجية الدفاع الأمريكية الأوراسية".
وشدد كاتب التقرير "أندرو كريبينفيتش" على حاجة الولايات المتحدة للتفكير مرة أخرى في مشكلة حرب نووية محدودة تكون أمريكا أحد أطرافها المباشرين أو تكون بين أطراف آخرين لدى واشنطن مصالح أمنية كبيرة معهم.
وكانت العديد من الدراسات الحديثة أكدت عواقب نشوب حرب نووية في الوقت الحالي، وكان أبرزها تقرير عام 2007 أجراه علماء دوليون وجدوا أن اشتباكا نوويا محدودا قد يتسبب في مقتل أكثر من مليار شخص نتيجة لاضطراب المناخ على نطاق واسع، كما خلصت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم إلى أن نشوب حرب نووية كبرى سوف يؤدي بحياة ما يصل إلى 4 مليارات شخص.