رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الإسرائيلية نقلاً عن ويكيليكس: جولدا مائير تعمدت إخفاء الخسائر البشرية فى حرب أكتوبر عن شعبها.. الإسرائيليون اعتمدوا على تقارير أردنية قبل الحرب.. ورابين اعترف للأمريكان بامتلاكه سلاحًا نوويًا

جولدا مائير رئيس
جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل الأسبق

اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر بعض من الوثائق الدبلوماسية التى كشف موقع "ويكيليكس" النقاب عنها، حيث نشرت جريدة يديعوت أحرونوت وثيقة تضمنت محادثات بين السيناتور الأمريكى هوارد بيكر مع رئيس الحكومة الإسرائيلى فى ذلك الوقت إسحاق رابين، ووزير خارجيته شيمون بيريز تؤكد امتلاك إسرائيل أسلحة نووية.


وأوضحت الوثائق، أن السيناتور الأمريكى طرح سؤالاً على رابين حول امتلاك إسرائيل أسلحة نووية فأجاب رابين قائلا: "لقد أعطيناكم وعداً بألا نكون أول من يدخل السلاح النووى إلى منطقة الشرق الأوسط وقد وفينا بهذا الوعد".

وأضاف رابين -وفقاً للبرقية التى نشرها ويكيليكس- : "فى حال امتلاك إسرائيل أسلحة نووية فإن روسيا لن تتوانى عن تسليح العرب بالأسلحة النووية"، ووافقه الرأى وزير خارجيته بيريز قائلاً: "إن نشر معلومات حول امتلاك إسرائيل أسلحة نووية سوف يؤدى لأزمة مع الأمريكيين"، فرد عليهما السيناتور الأمريكى، متسائلاً: "إذاً كيف توضح التقارير حول بنائكم مفاعل نووى"، ولم يتلق السيناتور الأميركى أى إجابة من "رابين" أو "بيريز"، بحسب ما نشرته الوثائق.

وبحسب إحدى الوثائق، فإن "إسرائيل" كان لديها يقين كامل بأن مصر لن تهاجمها، بل إن وزير الخارجية الإسرائيلى فى حينه، آبا إيفين، ونائب السفير الأمريكى فى "تل ابيب"، جاى أوان زورهالين، تناقشا فى الحادى عشر من إبريل 1973، أى قبل نحو نصف عام من الحرب، وقد سعى ايفين خلال الاجتماع، إلى تبديد الخشية الأمريكية من احتمال أن تشن مصر حرباً على «إسرائيل»، وفى تبريره لهذا التحليل، روى إيفين ثلاثة أسباب هى عقلانية الرئيس المصرى السابق أنور السادات ورضا الجيش المصرى من الوضع القائم وعدم توفر الدعم من قبل الاتحاد السوفييتى للحرب.

وتظهر وثيقة أخرى انتقاداً من جانب السفير الأمريكى حيال إيفين، وخصوصاً حيال عدم رغبة "إسرائيل" فى العمل لاختراق الجمود السياسى القائم مع مصر. كما تشير وثائق أخرى، قبيل اندلاع الحرب فى 6 اكتوبر، إطلالة على اللامبالاة التى اتسم بها التعامل الإسرائيلى مع الأنباء التى كانت ترد حول الإستعدادات المصرية والسورية وراء الحدود. وفى إحدى الوثائق السرية، تقرير أرسله السفير الأمريكى فى "إسرائيل"، كينيث كيتينج، فى 1 أكتوبر، جاء فيه أن "الإسرائيليين لا يرون أى تهديد من جانب سوريا أو مصر، رغم أنهم يراقبون ما يقوم به المصريون، كما أنهم مطلعون على إعادة انتشار الجيش السوري".

ومن بين الوثائق البارزة، واحدة أرسلها السفير الأمريكى فى "تل أبيب" فى الثامن من أكتوبر، أى فى اليوم الثالث من الحرب، حين كانت "إسرائيل" قد تعرضت لضربات قاسية وعلى وشك إخلاء المواقع المشرفة على قناة السويس. ويكتب كيتينج فى تقريره أن "الحكومة الإسرائيلية تخفى عن جمهورها عدد الإصابات فى الجبهة، كما تخفى الصعوبات التى يواجهها الجيش".

وبرغم ذلك، يعرب السفير عن تفاؤله فى تقريره، ويؤكد على الآتي: "فى اليوم الثالث، ما زلت مؤمناً بدرجة كبيرة من الثقة، بأن "إسرائيل" سوف تنتصر فى الحرب".

ويتحدث كيتينج فى التقرير عن الخسائر الكبيرة التى منى بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعن الثمن السياسى الذى قد تدفعه حكومة جولدا مائير جراءها. ويشير إلى "تزايد الخسائر الإسرائيلية على الجبهتين "المصرية والسورية"، وأن خطورة هذه الخسائر تتزايد حدة على خلفية إخفاء حكومة "إسرائيل" الخسائر عن شعبها". ويتهم السفير الأمريكى الحكومة الإسرائيلية بأنها "تخفى عن الجمهور الصعوبات التى يواجهها الجيش فى الجبهة.

أما الاعتبار الأول بالنسبة لديها، فهو الحفاظ على المعنويات. أما الاعتبار الثانوى فيتعلق بالجانب الأردني، إذ إن "إسرائيل" تعتقد بأن الأردن يصدق تقاريرها أكثر مما يصدق تقارير الجيشين المصرى والسوري" .

الجريدة الرسمية