رئيس التحرير
عصام كامل

سيقان عارية وأزمة حجاب.. حصاد زيارة لوبان الضيف الثقيل على لبنان

فيتو

غادرت رئيسة «الجبهة الوطنية الفرنسية»، والمرشحة للرئاسة الفرنسية مارين لوبان، والوفد المرافق لها- العاصمة اللبنانية «بيروت»، بعد زيارة مثيرة، حصادها الوحيد صور بـ«تنورة قصيرة»، ورفض لارتداء الحجاب.


وقد التقت لوبان، خلال زيارتها، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، وعددا من المسؤولين اللبنانيين، حيث جرى البحث في الأوضاع العامة، محليا وإقليميا.

ومثلت «لوبان» ضيفا ثقيلا على لبنان، منذ وصولها إلى مطار بيروت، وأثارت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية جدلا سياسيا في البلاد، فالمرشحة للرئاسة الفرنسية تعمدت إطلاق مواقف سياسية، لم تكن محط ترحيب كل اللبنانيين، وقواهم السياسية والحزبية.

فمن جهة مواقفها العنصرية ضد اللاجئين والمهاجرين في بلادها، ودعمها لبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، اعترضتها قبل زيارتها لبيروت وأثناءها، ونددت بها مواقف سياسية، وبيانات ومقالات صحفية.

وكان مثيرا أن «لوبان» تعمدت إعلان دعمها للأسد، من مقر الحكومة اللبنانية، وبعد اجتماعها برئيسها سعد الحريري، الذي لا يخفي موقفه ضد النظام في سوريا.

وقالت: إنها أوضحت للحريري موقفها حيال الأزمة السورية، وأنها ترى أن الأسد يشكل اليوم حلا يدعو إلى الاطمئنان أكثر، بالنسبة إلى فرنسا، مشيدة في الوقت نفسه بما وصفته بـ«سياسة الأسد الواقعية».

وكان الحريري قد أبلغ لوبان- حسب مكتبه الإعلامي- أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب المتستر بلباس الدين، وأضاف: إنه من الخطأ الأكبر في مقاربة هذا الموضوع، هو الخلط الطائش، الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات، بين الإسلام والمسلمين من جهة، وبين الإرهاب من جهة ثانية.

وأكد: إن اللبنانيين والعرب ينظرون إلى فرنسا على أنها المنبع لحقوق الإنسان وفكرة الدولة، التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز.

واستهلت لوبان زيارتها لبيروت بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، وقالت: إنها ناقشت معه مسألة نمو التطرف الإسلامي، التي تثير قلقا أساسيا.

وزادت على هذا الموقف ما قالته بعد اجتماعها بوزير الخارجية جبران باسيل، من أن أفضل طريقة لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط، هي في القضاء على التطرف الإسلامي، وأنه أمر أخذته على عاتقها في فرنسا؛ لأن هذا الخطر قاتل.

وقبل المغادرة، قالت زعيمة الجبهة الوطنية، بعد وصولها إلى دار الإفتاء، وتقدم أحد الموظفين منها؛ لإعطائها منديلًا لتغطية رأسها- الحجاب: «لم تطلب مني السلطة السنية الأعلى في العالم هذا، ولذلك لا أرى سببًا له»، في إشارة إلى لقائها في مايو العام 2015 شيخ الأزهر أحمد الطيب في القاهرة.

وتابعت لوبن: «لكن الأمر ليس مهمًا، انقلوا للمفتي احترامي، ولكنني لا أغطي رأسي»، قبل أن تغادر المكان.

وفي وقت لاحق، قالت لوبن للصحافيين المرافقين لها: «أبلغتهم أمس أنني لا أغطي رأسي، ولم يبادروا إلى إلغاء الموعد، فاعتقدت أنهم وافقوا على ذلك»، مضيفة: «لا أغطي رأسي، وسعوا إلى فرض ذلك علي، ووضعي تحت الأمر الواقع، لا يمكنهم وضعي تحت الأمر الواقع».

وأكدت دار الفتوى، في بيان من جهتها، نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان: «إن المكتب الإعلامي كان قد أبلغ المرشحة الرئاسية عبر أحد مساعديها، بضرورة غطاء الرأس عند لقاء سماحته، كما هو البروتوكول المعتمد في دار الفتوى».

وأضافت: «فوجئ المعنيون برفضها الالتزام بما هو متعارف عليه»، مبدية أسفها لهذا التصرف غير المناسب، في مثل هذه اللقاءات.
الجريدة الرسمية