مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة.. 28
يتكون الأطراف المُشرفون على النكسة المصرية من حلقة واحدة فقط، وليس من حلقات مُتفرقة، ما بين إخوان ومدنيين.. الجميع يغنون نفس الأغنية، ولكنهم يوزعون أدوارهم.. وعلى مدى الأيام ما بين 6 إبريل 2013 و9 إبريل 2013، كشفوا أنفسهم بوضوح لا يقبل اللبس، فكان الأمر مِنة كاشفة من الله على، لتوضيح تلك النقطة للقارئ العزيز فى مقال كان موضوعه مُسبق الإعداد قبل ذاك الانكشاف الفج.
ففى حين سقطت شرعية مرسى بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، نزل أعضاء حركة 6 إبريل مُحتفين بعيد إنشائهم الخامس ومُخيرى العياط ما بين أن "يُصلح أو أن يرحل"، وكأنهم يفتحون للرجل "باباً خلفياً" يمنحونه به فرصة الخروج من مأزقه.
والجميع أصبح على علم بأن حركة 6 إبريل هى فى الأساس "حركة إخوانية مُستترة"، وقد أعلن أحمد ماهر مُسبقاً أنها "الذراع اليسرى للإخوان"!!، فبينما يريد المصريون رحيل مرسى، يفتح أعضاء 6 إبريل الإخوانية الباب له، مانحين إياه فرصة الإصلاح التى فشل فيه فى كل الآونة!!.
وقد زارت السيدة كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى مصر يوم 7 إبريل 2013، واجتمعت مع علية القوم من مُشرفين على النكسة المصرية، وبعدها بأيام وتحديداً يوم 9 إبريل 2013، إذا بنا نُفاجأ بمن يُذكرنا بالبرادعى، الذى كدنا أن ننسى أنه لازال متواجداً بمصر!!.
فدونما سابق مُقدمات، يخرج عصام العريان ليتهم البرادعى بأنه مسئول عن منح الغزو الأمريكى للعراق مُبرراً، وأنه يجب وأن يُقدم لمُحاكمة دولية، فى إطار كوميديا "مُعتادة" من العريان.. وبغض النظر عن الاتهام، فإن الأمر مُخصص لإظهار البرادعى على الساحة بعد اختفائه كلياً، فيرد النُشطاء التابعون للنكسة بهجوم جدى على "كوميديا العريان"، ويظهر البرادعى وكأنه هو من يقف ضد الإخوان، رغم أنه غاب لمدة رهيبة، ظننا معها أنه هاجر وترك البلاد!!.
كانت تلك الفرشة "الميلودرامية" المُقدمة ليعود البرادعى مُتكلماً عن شروط لحوار الرئاسة، التى لم تعد متواجدة فى عقل أى مصرى من الأساس، وكأنه باعث الأمل فى القلوب، إلا أن حديثه هو نفس حديث 6 إبريل فى فتح باب للأمل للرئاسة الفاشلة، بمنحها الوقت!!.
لقد ظهر من كل هذا أنه لا يوجد فارق على الإطلاق بين نُشطاء النكسة من الهواة و6 إبريل والبرادعى والإخوان.. فجميعهم يوزعون الأدوار فيما بينهم بشكل فاضح، وذاك الانكشاف الرهيب، يدل أنهم جميعاً فشلوا فى تلك المدعوة "ثورة" لتحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية، فى الخراب الحقيقى لمصر على شاكلة سوريا!!.
وعلى نفس الجانب، يقول جورج إسحق نفس ما يقوله عصام سلطان، فيما يتعلق بالفريق شفيق، حيث ضلل شخص ما جورج إسحق، وظن الأخير أن الفريق يريد الالتحاق بجبهة ما يوصف بالإنقاذ زوراً، فرد قائلاً بأن الجبهة لا تقبل "الفلول" أعضاءً، وكأنه يقول لنا بأن "الفل الكبير" السيد عمرو موسى هو فى حقيقته "شى جيفارا"!!.
يبدأ الكثير من الأشخاص الحديث فى قضايا ما، يظن الناس أنها قضايا سامية، ليكتشفوا مع الزمن أنها قضايا عكسية كُلياً، تستهدف أمورا شيطانية وليس فيها أدنى سمو.
إن محركى الميدان مرتبطون، يأخذون أوامرهم من ملوك المؤامرة على مصر، والمقصود من مسرحيتهم الهزيلة مؤخراً، إيجاد البديل فى البرادعى مع فشل الإخوان!!، إنها الخطة "ب"، بعد فشل الخطة "أ" فى حكم الإخوان لمصر، لأن الغرب لن يتنازل بسهولة عن مؤامرته على مصر!!.
وصدق نتانياهو، حينما قال: "الربيع العربى هو فى حقيقته ربيع إسرائيلى"!!.
لا.. لن تسقط مصر!!..
وللحديث بقية ..
والله أكبر والعزة لبلادى..
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية..