«تشوركين».. متلقي الضربات الموجهة ضد روسيا في الأمم المتحدة
تواصل روسيا خسارتها لأهم سفرائها حول العالم إما بعملية قتل إرهابية مثلما حدث مع سفيرها في تركيا " أندريه كارلوف"، ديسمبر الماضي، أو موت مفاجئ كالذي أصاب مندوبها بالأمم المتحدة "فيتالي تشوركين".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق اليوم، عن وفاة مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة، تشوركين، في نيويورك حيث كشفت صحف أمريكية أنه توفىَ نتيجة مشكلات في القلب.
وولد الدبلوماسي الروسي الراحل، في 21 فبراير عام 1952 في موسكو، وتخرج في سبعينات القرن الماضي من معهد العلاقات الدولية في حقبة الاتحاد السوفيتي. وبدأ تشوركين العمل في وزارة الخارجية الروسية في عام 1992، وكان الشخصية الأولى في تاريخ الدبلوماسية الروسية والسوفيتية، التي بدأت بعقد المؤتمرات المفتوحة المنتظمة للصحفيين الأجانب، وخلال هذه الجلسات أجاب فيتالي تشوركين بالإنجليزية، بشكل ممتاز على أسئلة المراسلين الغربيين.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1994-1998 عين سفيرًا فوق العادة للاتحاد الروسي لدى مملكة بلجيكا وممثل روسيا الدائم لدى منظمة حلف شمال الأطلسي. من بعدها عين سفيرًا مفوضًا فوق العادة لروسيا الاتحادية في كندا بين عامي 1998 و2003. ومنذ شهر يونيو 2003 ولغاية أبريل 2006 — شغل تشوركين مناصب دبلوماسية عدة في وزارة الخارجية الروسية.
وعين تشوركين في شهر نيسان من العام 2006، ممثلًا دائمًا لروسيا الاتحادية لدى منظمة الأمم المتحدة، وممثلها لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وكان "تشوركين" يُعرف بصراحته وجرأته، وأشهر تصريحاته كانت في ديسمبر الماضي عندما أعرب عن استيائه من الهجوم على روسيا بجلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن الأزمة السورية، واتهام روسيا بارتكاب المجازر هناك بمشاركة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال "تشوركين" إنه لا يمكن أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة أداة للتضليل، موجهًا حديثه لمندوبة الولايات المتحدة قائلًا: "تذكروا ما قامت به بلادكم وبعد يمكنكم أن تتخذوا موقف الواعظ".
وأشاد كبار المسؤولين بتاريخ "تشوركين"، مثل رئيس لجنة الشئون الدولية في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، قسطنطين كوساتشيف، الذي قال اليوم، أن تشوركين، هو أول من كان يتلقى الضربات الموجهة ضد روسيا، ولم يغفل عن أي واحدة منها.
وكتب السناتور كوساتشيف، على صفحته بـ "فيس بوك"،: "كان في السنوات الأخيرة، وليس من قبيل المبالغة، على خط الجبهة، على الخط الأمامي، أول من يتلقى الضربات الموجهة ضد روسيا، ولكن لم يغفل عن أي واحدة منها".