رئيس التحرير
عصام كامل

من يجرى وراء الزواج بسورية لاجئة.. رجل يجرى وراء غريزته

اللاجئات السوريات-صورة
اللاجئات السوريات-صورة أرشيفية

ظاهرة جديدة اجتاحت المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة .. وهى زواج السوريات اللاجئات من الشباب المصرى .. والأمر وصل لدرجة السمسرة والتجارة .. قد يكون الأمر بدأ كشائعة سياسية، إلا أنه تحول لحقيقة ملموسة.. حتى أنه أصبح هناك سماسرة يوفرون لك الزوجة السورية الملتزمة بمبالغ زهيدة تتراوح ما بين 500 إلى 1000 جنيه.


الأمر اتخذ أبعادًا عديدة.. ولفظه المجتمع بكل طوائفه.. فقد أعلن المجلس القومى للمرأة رفضه لاستغلال ضعف وحاجة السوريات ، بل إنه طالب وزارة الداخلية بالتصدى لهذه الظاهرة .. كما أن الجمعيات النسائية شنت حملة ضد هذه الزيجات المشينة التى تسىء للسوريات قبل المصريين .. خاصة بعد أن أكدت بعض التقارير أن عدد الزيجات وصل خلال عام إلى 12 ألف زيجة.. كذلك جموع الفتيات والشباب على مواقع التواصل الاجتماعى شنت هجومًا على كل من يروج لهذا الزواج المشين.

ولكن الأمر اتخذ بعدًا آخر بالنسبة لكثير من الفتيات المصريات حيث بدأت كثير منهن يعلن عن رفضهن لهذه الزيجات التى ستؤثر على نسبة العنوسة فى مصر .. فالشباب الآن أصبح تفكيره بالنسبة للزواج تحكمه المادة .. وكم سيكلفه الزواج .. أكثر من مسألة اختيار شريكة الحياة المناسبة .. وهذا ما يلعب عليه سماسرة الزوجات السوريات .. فالفتاة جميلة ومتدينة .. وبـ500 جنيه فقط ..

ولكن هل بالفعل يمكن أن تؤثر هذه الظاهرة على مسألة العنوسة فى مصر .. وتتضاعف طوابير الفتيات الباحثات عن عريس..

يؤكد دكتور جمال الريدي، أستاذ علم الاجتماع، أن المبالغة ورعب الفتيات من العنوسة والتى تصدره لهن وسائل الإعلام المختلفة وراء هذه الدعاوى ، كذلك التقارير والإحصاءات التى تفتقد للدقة والتى تطالعنا كل يوم بأعداد غير منطقية من الزيجات السورية المصرية .. هى التى ستصيب الفتيات المصريات بـ"فوبيا العنوسة".

ويضيف أن مؤسسة الزواج والتخطيط لها للأسف فى مصر اتخذت أبعادًا غاية فى السطحية، حيث إن الأمهات أصبحن يربين بناتهن الآن على أن يكون أملهن الوحيد اصطياد عريس خلال فترة دراستهن الجامعية.. أو فى مكان عملهن قبل أن يتجاوزن الخامسة والعشرين حتى لا يحملن لقب "عانس".

ويوضح دكتور جمال أن الزواج علاقة مقدسة لابد أن ننظر لها بعين الاحترام والتقديس، ولابد أن تربى الفتاة على أنها جوهرة ولابد ألا تتخذقرار الارتباط إلا من شخص يحترمها ، ويقدرها ، ويصونها حتى لا تعود لبيت أهلها بعد أقل من سنة كما أصبح حال معظم الزيجات الآن .. ولا يجب أن تخاف البنت المصرية من هذه الظاهرة العابرة التى يضخمها الاعلام .. ولتتأكد أن من يلهث وراء فتاة سورية لاجئة ب500 جنيه، ما هو إلا رجل يجرى وراء غريزته، ولا يستحق البكاء عليه.

الجريدة الرسمية