رئيس التحرير
عصام كامل

تحريم حرق جثة مريض «الإيبولا» بعد الوفاة.. دار الإفتاء تؤكد «يجوز شرعًا».. والأوقاف تعترض.. «الهلالي»: قضية تخضع للتعدد الفقهي.. وطبيب: الحرق ضرورة لمنع انتشار الوباء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«حرق جثة مريض الإيبولا جائز شرعًا» هكذا أعلنت دار الإفتاء المصرية، التي أوضحت أن ذلك الأمر لا يخالف الشريعة، إذا كان الحرق هو الوسيلة المتعينة؛ للحد من انتشار الوباء في الأحياء، على أن يتم دفنها بعد ذلك، مشيرة إلى أن المرجع في ذلك كله، هو قول أهل الاختصاص المعتبرين.


ويعد مرض «الإيبولا» أحد أخطر الأمراض الوبائية، التي حصدت آلاف الأرواح، خلال الأشهر الماضية، وحذرت منظمة الصحة العالمية من هذا الوباء، في أكثر من نشرة دورية مختصة بالأمراض الوبائية.

ولم تسجل مصر أي إصابة بهذا الوباء داخل أراضيها، خاصة بعد الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها من قبل الحجر الصحي بالمطارات المصرية.

الأوقاف تعترض
وأثارت فتوى دار الإفتاء لغط بعض المؤسسات الدينية الأخرى، التي رأت أن هذا الأمر لا يجوز، وكان على رأس من عارضوا تلك الفتوى وزارة الأوقاف، على لسان شوقي عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف، والذي أوضح أن حرق جثة مريض «الإيبولا» لا يجوز.

وأوضح «عبد اللطيف»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء»، المذاع على فضائية «دريم» بالأمس: إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال حرق جثة إنسان توفي بسبب إصابته بمرض الإيبولا، لافتًا إلى أن الإسلام أباح استخدام سبل الوقاية؛ لحماية الأحياء، والحفاظ على آدمية المتوفي.

تعدد الآراء
من جانبه، قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: إن مسألة حرق جثث المرضى، تعددت الآراء الفقهية حولها، فمنهم من يرى جواز الأمر، ومنهم من يرى عدم جوازه، مشيرًا إلى أن كل شخص في تلك المسألة يستفتي قلبه.

وأضاف «الهلالي»، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»: إن هناك فهمًا مغلوطًا لدى الكثيرين، حول السماع لرأي فقهي، فيعتقدون أنه الوحيد، بل العكس، فكل عالم يتحدث وفقًا لسند فقهي، يراه الأقرب لقلبه، خاصة في المسائل التي تعددت فيها الآراء، مثل جواز أو منع حرق جثة المريض بأحد الأمراض التي يراها الأطباء خطيرة، وتستوجب حرق جثة أصحابها بعد الموت.

منع الانتشار
من الناحية الطبية، أوضح الدكتور إيهاب صبحي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني، في تصريحات صحفية: إن مرض الإيبولا من أخطر الأمراض الوبائية، التي عرفتها الأبحاث العلمية في الفترة الأخيرة، ويصيب الإنسان بفقد جزئي، ثم فقدان كلي للوعي، ويؤدي للوفاة خلال أسبوع، ولا يوجد له علاج حتى الآن، مطالبًا بحرق جثة المتوفى مريض الإيبولا؛ لمنع انتشاره في المجتمع المصري، وتجنب ولو احتمال بسيط لمواجهة انتقال العدوى.
الجريدة الرسمية