بالفيديو.. أطعمة اختفت من على موائد المصريين.. التجار: الأسماك والدواجن تلحقان بجنون اللحوم.. اللوبيا والفاصوليا تتحولان إلى سفرة الأثرياء.. والفاكهة للمشاهدة فقط
لا يستمر الحال على ما هو عليه، تتغير الأوضاع أسرع مما يتوقع البعض، نار الأسعار تأكل الكثير من الموجود على موائد البيوت المصرية.. اختفت الكثير من أكلاتهم الأساسية، وتحولت من أكلات شعبية في المتناول، إلى أكلات لا يستطيع الغالبية الوصول إليها.
تلاشت أحلام الفقراء ومتوسطي الحال في أكل اللحوم، أو وجبة سمك، كما أصبح الفول والعدس صعب المنال، وما زال العرض مستمرًا، فعندما تخرج المرأة للتسوق، ومعها مائتا جنيه، كانت تشتري ما طاب ولذ من الطعام، ولكن الآن، لا تكفي هذه الورقة لشراء 2 كيلو جرام من اللحم.
اللحم والسمك يتصدران
البداية كانت باختفاء اللحوم والأسماك من على موائد البيت المصري، فيقول فارس الحبشي "جزار": إن الارتفاع المبالغ فيه في أسعار اللحوم، جعلت الناس تمتنع جبرا عن شرائها، بعدما كانوا يشترون بالخمسة كيلوات، ويخزنون في الثلاجة، أصبح الآن من يشتري نصف كيلو أو كيلو يتباهى به؛ بعد أن وصل سعر اللحوم إلى 120 جنيها في بعض الأماكن، ويزيد عن هذا في أماكن أخرى.
وعن سبب هذه الزيادة في الأسعار، يرى "الحبشي": إنها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، ونقص التحصينات للماشية، وانتشار الحمى القلاعية، والموت المفاجئ للماشية.
وتعجب أحمد الكومي "سماك"، من ارتفاع أسعار الأسماك، بالرغم من كوننا لا نتحمل نفقات أكلها، ولا يتطلب منا تحصينه، فيقول: أصحاب المزارع السمكية هم من يتحكمون في أسعار الأسماك في مصر.
وأكمل: على الرغم من أن مصر تمتلك العديد من البحيرات، وتطل على البحر الأحمر والمتوسط، ولدينا نهر النيل، إلا أنه لا يستغل الاستغلال الأمثل، ويتركونا لتحكم أصحاب المزارع، وعن إعراض الناس عن شراء الأسماك، يقول الكومي: «الناس دلوقتي بقت تشتري السمك بالواحدة، على قد عدد الأسرة، عكس زمان»، وعن أسعار السمك، قال: «السمك البلطي وصل دلوقت لـ 18 جنيها».
والدواجن بالقائمة
ولم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للدواجن، فيرى حسني المنوفي «بائع دواجن»: إن سبب ارتفاع أسعار الدواجن، لم يكن بسبب ارتفاع الدولار؛ بل بسبب عدم إحكام الرقابة من المسئولين، وغياب الضمير لدى مستوردي التحصينات والأدوية؛ ومعظمهم لا يكتفون بمكسبهم، فيغشون التحصينات لزيادة مكسبهم؛ ما يؤدي إلى ضعف التحصينات، وعدم نمو الدواجن بالشكل المطلوب، وعن إقبال الناس على شراء الدواجن بعد ارتفاع اللحوم، يقول "المنوفي": «الناس ما بقتش تشتري زي زمان، دلوقتي بيحسبوها بالجرام؛ لأن الكيلو بقى بـ28، وفيه ناس بتبيعه بـ32 جنيها».
اللوبيا والفاصوليا
البقوليات أيضا شهدت موجة غلاء مريبة، ما أدى إلى إعراض الناس عن شراء بعضها، ويرى حسام محمود "بائع": إن غالبية الناس بدأوا في الإعراض عن شراء اللوبيا والفاصوليا؛ بسبب الزيادة الجنونية في الأسعار، حيث وصل سعر اللوبيا إلى 32 جنيها، بعدما كانت بــ12 جنيها، كما ارتفعت الفاصوليا إلى 26 جنيها، بعدما كانت بـ12 جنيها في السابق، كما تحول الفول والعدس من أكلات شعبية إلى أكلات صعبة المنال، حيث وصل سعر العدس إلى 24 جنيها، والفول إلى 14 جنيها.
القرنبيط والسبانخ في القائمة
وبالرغم من انخفاض سعرها، كيلو السبانخ بجنيهين، والقرنبيط بأربعة جنيهات للواحدة، إلا أنهما أصبحا من الصعب الوصول إليهما، فمن يرى سعرهما يسعد ولا يصدق أنه أخيرًا وجد شيئا بقي على هذا الرخص، ولكن ما يبدأ يفكر فيما تحتاجه هذه الأكلات من أرز وثوم، أو فلفل وبيض، تبدأ تتحول علامات وجهه إلى الحزن، والإعراض عن فكرة شرائها، وهذا ما أكده محمد مصطفى «بائع خضار»، فيقول: «الناس ما بقتش تشتري القرنبيط والسبانخ علشان الأكلات دي هتكلفهم كتير، كمان التوم بقى بـ 30 جنيها».
اختفاء قسري للفاكهة
وأصبح الكثير من المصريين يعتبرون بعض الفاكهة للمشاهدة فقط، وأنها صعبة المنال، في ظل عدم قدرتهم على شراء وجبتهم الأساسية، ويعتبرون شراء بعض أنواع الفاكهة تبذير، بالرغم من أنها كانت توجد في منازل كل المصريين، ولا يكاد بيت يخلو من التفاح والجوافة والموز والبرتقال.
ويرى الهامودي "فكهاني": إن الناس لم تعد تقبل على شراء الفاكهة مثل الماضي، فيقول: «الواحدة بقت تيجي السوق، وعلى ما تجيب حاجتها الأساسية، تكون فلوسها خلصت، فما يفضلش حاجة لشراء الفاكهة». وأكمل: إحنا بنعاني من نار الأسعار.