السلاحف البحرية مهددة بالانقراض.. بيع لحومها بالكيلو وشرب دمائها للشفاء شجعا الصيادين على اقتناصها ..«البيئة»: مشروع كبير للحفاظ عليها ورصدها.. نمتلك جزيرتين لتعشيشها ونوعان آخران يخضعان لعم
تحاط السلاحف البحرية بالعديد من المخاطر التي يتسبب الإنسان بمعظمها، وخلافا لخطر الطيور الجارحة على بيضها الذي تضعه على الشواطئ ذات الرمال الناعمة، إلا أن خطر الإنسان عليها أصبح أعظم، سواء بقصد أو بغير قصد والذي يتمثل في تلوث البحار بالزيوت النفطية التي تؤدي لنفوقها، أو بشكل متعمد من خلال قتلها عند تعلقها بشباك الصيد، أو اصطيادها لبيعها والانتفاع بها.
قوانين البيئة
وعلي الرغم من القوانين البيئية التي تحرم صيد السلاحف البحرية، إلا أن العديد من المنافع التي تعود على صائدها جعلته يتهاون في تنفيذ القانون، حيث يباع لحمها بالكيلو لبعض المطاعم لإعداد الوجبات، ويوجد من يشربون دماءها بغرض العلاج من بعض الأمراض، كما تدخل جلودها ببعض الصناعات مثل عمل الإكسسوارات، واستخدام صدفتها في أعمال الديكور والدجل أحيانا، والزيت المستخرج من السلاحف يدخل في العديد من الصناعات الطبية الحديثة.
مشروع للرصد
وأوضح المهندس أحمد سلامة، رئيس قطاع حماية الطبيعة، أنه جارِ الإعداد حاليًا لمشروع كبير لرصد السلاحف البحرية بالبحر المتوسط مدته ثلاث سنوات بالتعاون مع وزارة البيئة ومركز النشاط الإقليمي للمناطق المتمتعة بحماية خاصة بدول حوض البحر المتوسط، سيتم من خلاله مسح كافة الشواطئ المصرية والعمل على نشر التوعية والتدريب والرصد.
ولفت إلى أن الهدف من المشروع هو الحفاظ على السلاحف من الانقراض والتجارة بها، موضحا أنه سيتم عمل برامج توعية للصيادين والمواطنين بعدم اصطيادها.
وأكد أن السبب في اصطياد السلاحف عند وضعها للبيض أنها تحتاج إلى مكان مرتفع خارج البيض مما يجعل المواطنين يذهبون لرؤيتها واصطيادها ما يؤدي إلى انقراضها.
أنواع السلاحف
وقال الدكتور محمد عيسوي مدير عام محميات المنطقة الشمالية إن للسلاحف البحرية 7 أنواع 5 منها تمر بسواحل البحر المتوسط في مصر وهي السلاحف الخضراء، وصقرية المنقار، وكبيرة الرأس، والزيتونية، والجلدية، ويلتقي الذكر بالأنثى مصادفة، ما يجعل من التزاوج عملية محدودة، تجعل من انقراضها أمرا أسهل، والذي من المفترض أن يتم في شهر مايو من كل عام.
وأضاف أن السلحفاة حديثة الولادة تخرج من البيض ثم تخرج السلحفاة الأم للشاطئ سنويًا لوضع البيض خلال الفترة من منتصف يونيو وحتى منتصف سبتمبر كل عام، وتضع الأنثى نحو 120 بيضة، وتبلغ فترة فقس البيض وخروج صغار السلاحف نحو 55 يومًا..
اتفاقيات دولية
أما عن الاتفاقيات الدولية لحماية السلاحف البحرية "الترسة" فهناك عدة اتفاقيات دولية أهمها اتفاقية "سايتس" حيث يتضمن ملحقا هذه الاتفاقية السلاحف البحرية المهددة بالانقراض والتي يمنع تداولها والاتجار بها.
جزيرتان للتعشيش
كما أضاف الدكتور أحمد غلاب مدير عام محميات البحر الأحمر:" نمتلك جزيرتين لتعشيش السلاحف إحداهما فى الشمال وأخرى فى الجنوب، كما نمتلك نوعين من السلاحف، التي تقوم بعملية التعشيش فى تلك الجزيرتين وهما السلاحف الخضراء التى تعيش بكميات كبيرة على جزيرة الزبرجد جنوب البحر الأحمر وسلاحف صقرية المنقار التى تعشش فى جزيرة الجفتون شمال البحر الأحمر".
عملية الترقيم
وأوضح أن هناك نوعين آخرين من السلاحف تم رصدهما فى البحر الأحمر، إلا أنهما لم يقوما بعملية التعشيش فى البحر الأحمر، مشيرا إلى أن هناك برنامجا تتبعه المحميات منذ فترة طويلة وهو عملية ترقيم السلاحف لمتابعتها ورصدها بشكل دورى، من خلال عملية التعشيش.
وأوضح أنه خلال عام 2016 تم ترقيم 81 سلحفاة خضراء النوع جميعها على جزيرة الزبرجد.