رئيس التحرير
عصام كامل

الطفل المعذب على يد زوجة والده: بتخليني أمسح الحمام وبابا في البيت.. بتضربني بعصا خشب.. المدرسة: متفوق وتعرض للإغماء بسبب كثرة الاعتداءات.. والنيابة تأمر بتوقيع كشف الطب الشرعي على المجني عليه

فيتو

"عايز أروح لماما".. "بتضربني كل يوم".. "عذبتني علشان مبذاكرش".. بهذه الكلمات بدأ الطفل آسر أمجد سرد تفاصيل واقعة تعذيبه على يد زوجة والده، بعد أن تبلدت في قلبها مشاعر الرحمة، فمشاعر الأمومة تلك الفطرة السوية بقلب كل أنثى قائمة ولو كانت تجاه طفل غريب.


لكن ما تعرض له آسر، كانت وقائع نادرة تندهش لها الأذهان وتقشعر منها الأبدان، بعد أن تعرض الطفل البريء لأفعال غير آدمية وقسوة بالغة وتجرع مرارة القسوة بتعذيب يومي على يد امرأة كان زواجها من والده قدره واستمر التعذيب بلا مبررات، فقط كانت جريمة الطفل أنه ابن زوجها.

وأمام نيابة القاهرة الجديدة، تبينت الجرائم اليومية التي غابت عن قاموس مرتكبتها كلمة الرحمة، واستمعت النيابة إلى أقوال الطفل "آسر أمجد" الذي تعرض للتعذيب على يد زوجة أبيه، وكذلك سماع أقوال أخصائيين اجتماعيين من مدرسة الطالب لبيان حالته النفسية.

الطفل الخادم
قال الطفل آسر أمجد البالغ "12 عاما"، بالشهادة الابتدائية، "إن زوجة والده تضربه يوميا، وتجبره على تنظيف حمام المنزل رغم وجود عاملة نظافة".

وأضاف الطفل خلال التحقيقات، أن والده لا يضربه مثلما تفعل زوجته، وأحيانا يكون موجودا بالمنزل عندما تقوم زوجته بضربه، ولكنه يبقى بغرفته الخاصة لا يخرج منها.

فقدان الوعي
واستمعت النيابة، أيضا إلى الأخصائيين الاجتماعيين بمدرسة آسر، وأكدوا أن الطفل يحكي لهم دائما عن سوء معاملة زوجة والده له ولشقيقته، وفي أحد الأيام فقد الوعي خلال اليوم الدراسي، كان الأساتذة على علم بفاعل تلك الإصابات بالطفل قبل سؤاله عن المتورط في تعذيبه بتلك الطريقة الوحشية، مؤكدين على تميز الطفل دراسيا، وهو ما أبطل مبرر زوجة أبيه لضربه؛ حيث اتهمته بالتقصير الدراسي.

مبررات كاذبة
وقال الطفل أمام النيابة: إن زوجة والده ضربته بعصا خشبية، مبررة ذلك بتقصيره في مذاكرته، وأنها تمنع عنه الماء والطعام هو وشقيقته الصغرى، ولا تسمح لهما بالخروج من المنزل.

وأضاف آسر أن زوجة والده قالت له: "إن نجلها عندما يكبر ستستولى على حجرته وكذلك حجرة شقيقته بالمنزل، مؤكدا "عدم رغبته في الذهاب لمنزل زوجة والده مرة أخرى".

قرار النيابة
وأما ما رواه الطفل من فظائع ومعاملة غير آدمية، فلم تجد النيابة أمامها إلا إصدار أمر بعرضه على الطب الشرعي؛ لبيان الإصابات والتعذيب الذي تعرض له، واستدعاء شقيقة المجني عليه ووالدتهما لسماع أقوالهما.

وكان قسم شرطة الشروق تلقى بلاغا من مدرسة مينا للغات مفاده تعرض طفل للتعذيب على يد زوجة والده، وكشفت تحقيقات النيابة أن الطفل "آسر أمجد" فقد وعيه عقب دخوله الفصل من شدة الضرب والتعذيب الذي يتعرض له على يد زوجة والده، فتم نقله إلى مستشفى الشروق، وتبين من الكشف عليه تعرضه للتعذيب، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
الجريدة الرسمية