رئيس التحرير
عصام كامل

مخترع «واي فاي»: كبرى الشركات العالمية حاربتنا واستغلت الاختراع

الدكتور حاتم زغلول،
الدكتور حاتم زغلول، مخترع "واى فاى"

استضافت كلية الهندسة بجامعة عين شمس، الدكتور حاتم زغلول، مخترع "واي فاي"، بحضور الدكتور أيمن عاشور عميد الكلية، والوكلاء، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلبة.


وتحدث زغلول عن مشواره العلمي، الذي رسمه مع رفيق دراسته، وصديق عمره الدكتور ميشيل فتوش، فكونا سويًا فريقا علميًا «مسلم - مسيحي»، وجاء اختراعهما الذي بني على أساسه تقنية الـ«واي- فاي» الحديثة؛ لتفيد ملايين البشر، دون أن نعلم إلى الآن، أن أصل الحكاية مصري.

تقنية الـ«واي- فاي» التي أتاحت الاتصال اللاسلكي عالي السرعة، بين الأجهزة الإلكترونية، وبعضها البعض، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والاتصال بالإنترنت، من أي مكان.

وتحدث، خلال اللقاء، عن رحلته العلمية، التي بدأت من كلية الهندسة جامعة القاهرة، حيث حصل على البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية عام 1979، ثم درس الرياضيات التطبيقية في جامعة عين شمس، مرورًا بفترة أداء الخدمة العسكرية في الجيش المصري، ثم العمل كمهندس متخصص في قياس خصائص الآبار النفطية، بإحدى كبرى شركات الأبحاث البترولية العالمية.

وأضاف زغلول: إن لكلية الهندسة دورا كبيرا في كل شيء يعلمه إلى الآن، كان العلم جيدًا، ومازال جيدًا لمن يريد الدراسة والتفوق، دون التوقف عن السؤال عن كل ما يجهله في المجال، بالإضافة إلى عمله في مجال البترول، والتي يرى زغلول أنه تعلم خلالها الضبط والربط، مثل الجيش، وكيفية تحديد الوقت اللازم لأداء أي مهمة، والالتزام به.

وأوضح زغلول: إنه بدأ سلسلة الاختراعات المشتركة مع فتوش، وصولًا للـ«واي-فاي» في هذه الفترة، وأنهم عملوا كثيرًا وأجروا العديد من الأبحاث، والتفكير في كيفية التوصل لنظام اتصالات جديد، يزيد من سرعتها بصورة كبيرة.

وخلال جلسة استغرقت ساعتين ونصف، توصلوا لنظام (WOFDM)، الذي بناءً عليه زادت سرعة الاتصالات في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، بصورة لا حدود لها، وهو النظام الذي بنيت على أساسه تقنية الـ«واي– فاي» في صورتها الحديثة.

وكانت الخطوة التالية مباشرة، هي تسجيل الاختراع في مكتب براءة الاختراعات بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان من أسرع الحالات التي تمت الموافقة عليها بعد عام وشهرين فقط، في مارس 1992، وهو حاليا يعد أكفأ نظام اتصالات بالعالم.

وبدأ العالمان في محاولة بيع المشروع للشركات الكبرى في هذا المجال، ثم قاما بتأسيس شركة (WLAN) لتسويق اختراعاتهما كمنتجات تجارية، وهي الشركة التي حققت مكاسب ضخمة في مجال الاتصالات، ومنها جاءت شهرة الدكتور حاتم زغلول في مقاطعة ألبرتا الكندية، بصفته رئيس مجلس إدارة أكبر شركة في هذا المجال بالمقاطعة، آنذاك، حيث عرض عليه أيضًا أن يكون حاكمًا للمقاطعة، وهو الأمر الذي رفضه؛ حفاظا على خصوصية حياته العائلية وهدوئها.

وبدأ الحديث ينتشر في أوساط خبراء الاتصالات، عما توصل له العالمان المصريان، في ظل محاولات الجميع تطوير تكنولوجيا الاتصال بصفة مستمرة.

وفي يوليو 1998، خلال اجتماع منظمة (IEEE) وهي منظمة عالمية تضع المواصفات القياسية في الاتصالات، تم ذكر الاختراع الجديد، وجاءت اللحظة التي انطبعت في ذاكرة المخترع المثقف، فاستدعاها قائلا: «وسط حشد من كبار الخبراء في المجال، ساد الصمت القاعة، وحانت لحظتي تحت الضوء عارضًا إنجازنا وشروطنا؛ كي تتمكن الشركات الكبرى من استخدامه، وهي: المساواة، والعدل، والسعر المناسب للجميع».

وأضاف: إن كبرى الشركات العالمية حاربتنا، واستغلت الاختراع دون الرجوع إلينا في هذا الوقت، لم يكن التعامل في سوق الاتصالات خاليًا من العوائق، حيث تعرضت الشركة التي أسسها العالمان المصريان لمحاربة شديدة من كبرى الشركات العالمية، نظرًا للطفرة التي أحدثها الاختراع، والفوائد الاقتصادية المهولة المترتبة عليه، وكأن النجاح على أي أرض يجد أعداء له.
الجريدة الرسمية