رئيس التحرير
عصام كامل

د. مصيلحي: البداية خطأ!


ربما كان وزير التموين الجديد هو أكثر الوزراء الذي تحمس له النواب، بحكم الزمالة فضلًا عن أنه كان يتولى رئاسة اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، وبالتالي استبشروا بتوليه مسئولية وزارة التموين.. غير أن د. مصيلحي عندما أدلى بتصريحاته الأولى غاب عنه التوفيق.. فقد تحدث عن الدعم وانحيازه لتمويل الدعم العيني إلى نقدي، غير أن الظروف الحالية لا تسمح بذلك، ولهذا سوف يعمل على إيصال الدعم إلى مستحقيه، وهذا ما يسمعه أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، فيقومون بتحسس جيوبهم تحسبًا لهروب ما تبقى منها -وهو قليل- من جنيهات!


أعرف أن الدعم يعد مشكلة للحكومة وموازنتها، خاصة بعد أن ترتب على قرار تعويم الجنيه زيادة حسابية- وليست حقيقية - في هذا الدعم، وأرقام بالموازنة بينما تسعى الحكومة للتخفيف من هذا الدعم لتخفيض عجز موازنتها.. لكنني أعرف ويعرف قبلي د. مصيلحي أن مشكلة عموم الناس الآن ليست الزيادة الحسابية لهذا الدعم الآن، وإنما مشكلتهم الأساسية والأكبر هو الارتفاع الهائل والمنفلت في الأسعار، خاصة أسعار الغذاء والذي بلغ في شهر يناير طبقًا للتقديرات الرسمية نحو ٣٠٪، وهم يتوقعون من وزير التموين أن يهتم بأن يجد لهم حلًا لهذه المشكلة، وأن يخفض عنهم وطأة هذا الارتفاع في الأسعار..

لكن د. مصيلحي لم يفعل ذلك.. ولعله يتدارك الأمر بعد أن يستقر في مكتبه بوزارة التموين، وإلا تعرض لمسائلة الناس قبل النواب.
الجريدة الرسمية