رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة ضمير !


تحدثت من قبل عن مثلث التنمية والتطوير من وجهة نظري الشخصية، وذكرت أن أضلاع المثلث هي "الحكومة والشعب والبرلمان"، وأنه لابد من تكامل الثلاثة أضلاع لتحقيق التنمية الشاملة لأي دولة يكون فيها نظام الحكم رئاسيا برلمانيا، وأن القصور في أي ضلع سيعطل مسيرة أي تنمية حقيقية.. وفي السطور القادمة سنلقي الضوء على جوهر هذه التنمية وهو الضمير والذي أصبح ((مجمدًا)) في الثلاثة أضلاع.


الضمير.. اختفى في البرلمان وترك أعضاؤه القضايا المهمة للدولة والشعب مثل قانون الإجراءات الجنائية وقوانين محاربة الفساد والانضباط في التنظيم الإداري للدولة والكثير من القوانين التي نحتاجها لتشجيع الاستثمار والدور الرقابي وانشغلوا بمشاريع قوانين يمكننا الصبر عليها وأيضًا بالبدلات المالية وما يفيدهم وكأنهم لا يمثلون هذا الشعب ولا يدركون مدى التحدي الذي نواجهه فخاب أمل الكثير من الشعب في هذا البرلمان.

الضمير.. مات عند الكثير من موظفي الحكومة فأصبح جُل اهتمامهم المصلحة الشخصية فانتشر الفساد في المحليات والوزارات حتى أصبح كالسرطان الذي تملك من الجسد فأصابه الوهن ويحتاج لجراحة عاجلة.. فنجد آلاف العمارات المخالفة والمحال غير المرخصة والتعدي على الشوارع العامة وسرقة الكهرباء والكثير من المخالفات والتي من الصعب حصرها في هذا المقال وهذا كله بسبب موظف معدوم الضمير لا يراعي الله سبحانه وتعالى في عمله.

الضمير.. قتله الشعب بالتواكل على الحكومة رافعًا شعار (وأنا مالي!)، سلوكيات وأخلاق يومية بعيدة كل البعد عن المواطنة وحب البلد ابتداء من التعامل مع الجيران وحقهم في حياة هادئة بلا إزعاج وصخب مرورًا بالشارع والسلوك العام والمحافظة على المال العام ووصولًا بعدم الإحساس بالمسئولية العامة حتى أصبحنا جميعًا وكأننا في غابة يأكل فيها القوى حق الضعيف.. فالمصلحة الشخصية أهم من أي مصلحة عامة عنده.

هذا كله مجرد مقتطفات وليست كل المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا بسبب (تجمد الضمير) عند الكثير من المواطنين والمسئولين وأصحاب التجارة في مختلف المجالات والذين استغلوا الظروف الصعبة التي تمر بها مصر وقاموا باستغلال أي إجراءات اقتصادية لمصلحتهم دون أي مراعاة للشعب ومعاناته.

الضمير.. غاب عنا جميعًا ونحتاجه في عملنا وسلوكياتنا، وفي حياتنا العامة والخاصة، لذلك وجب علينا جميعًا أن نقوم بدعوة لإخراج هذا الضمير من (الثلاجة).. كل ما نحتاجه من البرلمان والحكومة والشعب هو إيقاظ هذا الضمير وإعادته للحياة مرة أخرى، فالمسئولية هي مسئولية الجميع دون تقصير.. والوطن هو للجميع دون استثناء.. والمستقبل للجميع دون إقصاء.
الجريدة الرسمية