الطبيب النفسي لـ«الرئيس».. البيت الأبيض يلزم الكونجرس بتوفير أخصائي نفسي لـ«ترامب».. ضبط الانفعالات وتجنب اللهجة العنصرية أبرز المهام.. وتحليل القرارات ضمن القائمة
الضغوط الحياتية كثيرة، اضطراب وحزن وفرح واكتائب ومشاعر أخرى، قد يبدو الأمر طبيعيا بالنسبة لأي فرد عادي، ربما فكر في احتياجه لطبيب نفسي لكن ذلك ايضًا غير ضروري في أحسن الأحوال، لكن أن تكون رئيسا فهذا يعني الكثير إذ أن القرار وقتها سيكون مرتبطا بحياة الملايين، ومؤثر في حياة دول أخرى وقتها سيكون الأمر لزامًا أن تلجأ لطبيب نفسي.
الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب» اشتهر بالقرارات الجريئة التي عدها البعض دليلا على عدم اتزانه نفسيًا ويحتاج إلى طبيب نفسي لخروج قرارات أكثر تعقلًا.
الكونجرس يلزم
ومن مقترح إلى مشروع قانون هكذا تحول الأمر حين أكد النائب الديمقراطي، تيد ليو في تصريحات صحفية، تقديم مشروع قانون للكونجرس، يلزم البيت الأبيض بتوظيف طبيب نفسي للرئيس، موضحًا أن الكونجرس تبنى عام 1928 قانونا ألزم البيت الأبيض بتعيين طبيب عام غير إخصائي فيه، وكان من المفترض أن يشمل بندا يقضي أيضا بتوظيف طبيب نفسي، لكن الأمر عطل بسبب ربطه حينها بالمرض العقلي.
الاندفاع والتهور
من جانبه، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن شخصية الرئيس الأمريكي تتسم بالاندفاع والتهور والتسلط، فهو يسير وفقًا للمخطط الأمريكي الذي يسير عليه كافة الرؤساء تباعًا، ولكن مشاعره تتحكم في أقواله وتصرفاته.
وأكد استشاري الطب النفسي، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن أمريكا لديها علاقات مع العديد من الأطراف، التي قد لا تلقى قبولًا من الرئيس الأمريكي الجديد، فالولايات المتحدة لها علاقات مع داعش وجماعة الإخوان، ولكن كرّه الرئيس الجديد للجماعات الإسلامية لا يستطع إخفاؤه.
الاتزان والانفعالات
وأشار إلى أن الكونجرس الأمريكي رأى ضرورة وضع شخص يضبط إتزان «ترامب» في أقواله وتصرفاته، وضبط مسألة انفعالاته وتهوره، فهو يحكم أكبر دولة في العالم، لافتًا أن الطب النفسي السياسي له ضرورة قصوى بالنسبة للرؤساء، في تحليل القرارات، وتحديد الشكل الذي تقدم به، وتوقيته، وهي عوامل غاية في الضرورة أن توضع ضمن أولويات الرؤساء خلال عمليات اتخاذ القرار.
تحفيز الشعوب
على جانب آخر، يرى الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، والباحث في علم النفس السياسي، أن وحدة الطب النفسي موجودة لدى الرؤساء الأمريكيين منذ زمن، ولكن لأول مرة يتم الكشف عنها بشكل علني من خلال مطالبة الكونجرس بوجود طبيب نفسي لدى ترامب.
وأوضح استشاري الطب النفسي، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الجانب النفسي للرؤساء ضروري للغاية، لأنه يتعلق بتحفيز الشعوب، عن طريق إلقاء الخٌطب وإصدار القرارات، وتجنب اللهجة العنصرية خلال حديثه، والحد من التوتر، وجعله أكثر استرخاءً، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، لديه مستشار للشئون النفسية وهو الدكتور أحمد عكاشة.
وألمح إلى أن الطب النفسي لا يتعلق بالجنون كما يعتقد البعض، ولكن بالنسبة للرؤساء يتصل بأمور كتحفيز الشعوب ودفعهم، والتمهيد لاستقبال القرارات المصيرية.