الروائية عزة كامل: النقاب عادة يهودية.. والمنتقبات خيام تسير في الشارع
- الطلاق الشفهي ضد المرأة
- المجتمع أصبح أصوليًا أكثر من السابق والفكر الوهابي أصبح يبتزه
- اختيار إلهام شاهين الرئيس الشرفي لمهرجان أسوان السينمائي
- مهرجان أسوان يواجه العنف بالفن
- تكريم "نجلاء فتحي" والجائزة باسم سعاد حسني
- صناعة السينما قامت على أكتاف النساء
- مبارك سن العديد من القوانين ولم تنفذ على أرض الواقع
انطلق، أمس الإثنين، 20 فبراير مهرجان أسوان السينمائي الدولي لإفلام المرأة، ويستمر حتى 27 فبراير الجاري، ويناقش قضايا العنف ضد المرأة.
وبهذه المناسبة "فيتو" حاورت الدكتورة عزة كامل الكاتبة والروائية ومدير "منتدى نوت" المسئول عن مهرجان أسوان السينمائي الدولي، وإلى تفاصيل الحوار:
*ما دور منتدى نوت في المهرجان؟
منتدى" نوت" هو قلب المهرجان، فهو من يقوم بالتنسيق بين المهرجان ومنظمات المجتمع المدني بأكملها، وقد اخترنا عنوان هذا العام " العنف ضد المرأة " فبالفن نتغلب على العنف ضد المرأة.
لذلك تم اختيار الرئيس الشرفي للمهرجان الفنانة "إلهام شاهين" لدورها وأفلامها التي تمس قضايا المرأة، وهى سيدة متحمسة ومتحيزة جدًا لقضايا المرأة، وكونها رئيس شرفي سيكون فرصة لكسب المزيد من الفنانات المناصرات لقضايا المرأة، كما سيتم تكريم الفنانة "نجلاء فتحي"، وبالفعل تسلمت الدعوى للحضور.
*من هم أبرز النجوم الذي سيحضرون المهرجان؟
سيحضر كلًا من النجمات، يسرا، ليلى علوي، مها أحمد وزوجها الفنان مجدي كامل، والعديد من النجوم، كما أن جوائز المهرجان بأسماء نجمات مثل سعاد حسني، وبهيجة حافظ، وآسيا وماري كوين غيرهم، لأن صناعة السينما قامت على أكتافهم.
كما سيتم عرض فيلم لبهيجة حافظ، والتي قامت ببطولتة وإخراجه وإنتاجه، لنقل من أقام هذه الصناعة العريقة في مصر، فالسينما صناعة وليست فن فقط، فنحن نطمح أن نؤثر على المجتمع بالفن.
*ماذا تمثل لكِ مبادرة عام المرأة؟
صدفة جميلة أن نبدأ المهرجان مع إشراقة عام المرأة "فالمجلس القومي للمرأة" شريك أساسي معنا في هذا المهرجان، وهو ما يوضح كيفية تنسيق الجهود المختلفة بيننا وبين الجهات التي تعمل على المرأة.
نحن طيلة الوقت نناهض من أجل قضايا المرأة، لكن نحن في حاجة إلى قانون يجرم العنف ضد المرأة، وبالفعل هناك قانون سوف يتم تقديمه البرلمان هذا العام من قبل منظمات المجتمع المدني والمجلس القومي للمرأة معًا، وسوف نعمل على إصداره فالمادة 11 من الدستور الحالي تنص على نبذ العنف ضد النساء، لذا كل ما نريده أن تتجسد هذه المادة في قانون يمكن تطبيقه.
كما ينص الدستور على إنشاء "مفوضية ضد التميز"، ونحن نريد أن يتم إنشاء هذه المفوضية، كما يجب أن يحدث تغيير جذري في قانون الأحوال الشخصية لصالح النساء والأطفال، خاصة مع انتشار الدعاوى السلفية في كل زاوية، حول تعدد الزوجات والتي أصبحت تلقى صدًا في المجتمع فالساحة تمتلىء بالدعوة السلفية والأصولية والمواقع والكتب وكل الوسائل المتاحة تقريبًا يتم استغلالها.
*ما سر عدائك الدائم للسلفيين؟
الدعوى السلفية تناهض حقوق المرأة، وعلينا أن نواجه هذه الدعاوى بالوعي والثقافة، فيجب على وزارة الثقافة إقامة الندوات للحفاظ على الجزء الأصيل في المجتمع، وأن ننظر للمرأة على أنها ليس مكملة للرجل وإنما هى أساسية معه في كل شيء.
*ما تعليقك على الأجزاء المحذوفة من مناهج وزارة التربية والتعليم؟
يجب أن يتم تغيير مناهج التربية والتعليم ومناهج الأزهر، التي تحمل "مصائب سودة " تجاه المرأة وتجاه الآخرين، ونتمنى أن يتم إزالة الكثير من المناهج، فما تمت إزالته ليس كافيًا، فإذا نظرنا إلى كتاب الصف السادس الابتدائي نجد أنه يؤكد على أن الدين الوحيد هو الدين الإسلامي وهذا لا يليق، ويدعم الفتنة الطائفية في المجتمع، فنحن بذلك نزرع في الأطفال الطائفية و"الداعشية "، بالإضافة إلى أن يتم مواجهة تعدد الزوجات، فهدى شعراوي كانت قد طالبت بمنع تعدد الزوجات، والآن نحن في عام 2017 ونخشى التحدث في الموضوع، وإن كنا لا نخشى إلا على المجتمع فالفكر الوهابي أصبح يبتز الناس، انظري إلى إسلام البحيري عندما طالب بتعديلات ليس هو القائل بها، وإنما قالها قبله الكثيرون بسنين طويلة تم الزج به إلى السجن.
ففي قضايا المرأة يجب أن يعمل الجميع على مواجهة العنف ضد المرأة بكافة صوره، خصوصًا أن الدولة لديها إستراتيجية لمواجهة هذا العنف منذ العام الماضي، فالفكرة ليس في القوانين فالقوانين غير كافية، فنحن لدينا قانون لإعدام المغتصب ورغم ذلك ما زالت حوادث الاغتصاب قائمة، وكذلك التحرش.
*ما هى أسباب التحرش في رأيك؟
يجب القيام ببحث قومي تشارك به الدولة بجميع تخصصاتها لمعرفة الأسباب الحقيقية للتحرش، ولماذا يحدث؟ ولماذا نحن الدولة الثانية في العالم من حيث التحرش؟ يجب أن يكون هناك أسباب علمية تقف على الظاهرة وتفسرها وتضع آليات لحلها، وهذا ينطبق على الختان أيضًا، فرغم العقوبة القانونية إلا أن هذه الجريمة ما زالت تُرتكب بشكل كبير لا يمكن تجاهله، فالقانون غير كافِ والوعي هو الأساس.
*هل توافقين على نسبة تمثيل النساء بالبرلمان والحكومة؟
نسبة النساء في البرلمان غير كافية فالـ89 غير كافِ ونحن نطمح أن ترتفع إلى 40 أو 50 %، في كل الأماكن وليس البرلمان فقط، كذلك تمثيل المرأة في الحكومة غير كافِ بالمرة.
*ما رأيك في الطلاق الشفهي؟ وهل هو في صالح المرأة أم ضدها؟
الطلاق الشفهي ضد المرأة، فلا يوجد ما يثبت أنها طلقت وتترك معلقة بين كونها مطلقة أم متزوجة، لذا يجب أن يتم التوثيق للحصول على الحقوق ولا يعتد بالطلاق الشفهي.
*ولكن هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، يؤكد وقوع الطلاق الشفهي؟
أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يكن هناك توثيق للزواج ولا الطلاق، فلا يجوز أن يحكم على الأمور بهذه الطريقة، فالتوثيق يضمن الحقوق المدنية، ولا وجه للمقارنة فالتوثيق مهم جدًا للزواج والطلاق، والحالات المتضررة من الطلاق الشفهي كثيرة جدًا ونحن نعلم جيدًا عواقب الطلاق الشفهي على أرض الواقع.
*ما سر عدائك الدائم للنقاب، واعتراضك على العمل العام للمنتقبات، وألا ترين أن هذا يتعارض مع مبدأ الحريات؟
أنا ضد النقاب في المطلق، لماذا تكون المرأة عبارة عن خيمة سائرة في الشارع، فلغة الجسد مهمة جدًا ويجب أن أرى وجه من أتحدث وأتعامل معه لكي أعرفه، وهذا لا يتناقض مع مبدأ الحريات، فالنقاب لم يكن لدينا أبدًا، فالناس في مصر كانوا يرتدون الحجاب والشورت ولم يكن هناك نقاب أبدًا، وهو ليس في ديننا الإسلامي وهذا كلام الأزهر، وهى عادة يهودية بالمناسبة وإن كان شابها بعض التغيرات، يجب أن نقرأ ونرجع إلى التاريخ لنعرف.
*ما تقيمك لدور المرأة في السنين الأخيرة؟
نعم تراجعت المرأة في الفترة الأخيرة، لكون المجتمع أصبح أصوليًا أكثر من السابق، فكلما ارتفعت أصوات الأصوليين كلما خسرت المرأة مكاسبها وذلك أصبح واضحًا بشكل كبير بعد 25 يناير.
*ما سبب وصفك لثورة 30 يونيو بالموجة الثانية؟
اعترض على عدم ذكر ثورة يناير في الدستور، لأنها هى الأصل و30 يونيو هى استكمال لها، وإذا لم تكن ثورة يناير ما كانت 30 يونيو.
*الا تتفقين معي في أن منظمات المجتمع المدني والمرأة كانت تناضل بشكل أكبر في عهد الإخوان، وكانت لكم معارك كثيرة ما سبب ذلك؟
نعم كنا نناضل في عهد الإخوان أكثر من الوقت الحالي، لأن القضية كانت واضحة أمامنا فعندما كنا في نيويورك كان وفد الإخوان يرفض التوقيع على وثيقة العنف ضد النساء، ولعبت السفيرة ميرفت التلاوي دورًا مهمًا لتمرير الوثيقة، وكانوا يحاولون أن يسيروا بنا إلى منطقة مظلمة، ومن هى عزة الجرف، فنحن لم نكن نسمع عنها نهائيًا، وهى غير مدافعة عن حقوق النساء بالمرة، وكانت من أنصار الختان، فقد كانت كل المؤشرات تخبرنا إلى أين نحن ذاهبين، وكان هذا واضحًا من لحظة وضع الدستور، ولجنة المائة ثم لجنة الخمسين، وكل الأحداث التي مرت علينا كانت تخبرنا بما ينتظرنا.
فكان يجب أن نقف وبقوة لأننا عدنا للمناضلة من أجل الأساسيات والمكاسب التي حققناها في عهد الرئيس مبارك، لذا خرج المصريون بقوة في 30 يونيو لشعورهم بأسلمة الدولة المصرية بمفهوم الإخوان وليس بمفهومنا، وما اعتدنا عليه فالدستور بنص على أننا دولة إسلامية.
*ما تقيمك للمرأة في الفترة الأخيرة مقارنة بعصر الرئيس مبارك؟
لا نستطيع أن نحكم على الحقبة الزمنية الحالية، فالحكم يتم على أساس المكاسب الذي نحققها، فعصر الرئيس مبارك كانت به تشريعات وقوانين كثيرة لصالح المرأة، لكن على أرض الواقع كان التنفيذ غير مرضِ، فالمحاكم كانت مليئة بالمشكلات، بالإضافة إلى الفترة الزمنية التي لها دور، فلا استطيع أن أحكم على 30 عامًا مثلما أحكم على ثلاث سنوات، فلم يكن النساء في برلمان مبارك يعبرون عن النساء بشكل جيد وكامل، والموضوع عبارة عن منظومة متكاملة، يجب أن تكتمل لنحكم بشكل أفضل.