رئيس التحرير
عصام كامل

«جونسون ديفز».. ناقل الثقافة العربية للغرب بريشته الإنجليزية

جونسون ديفز
جونسون ديفز

ترجمة الروايات والكتب ليست بالمهمة السهلة، فنجح المترجم في توفير عناصر المتعة والتشويق بألفاظ ومفردات تكاد تطابق التي استخدمها المؤلف أو الكاتب فضلا عن أسلوبه القوي، وربما يجعلك تشك في قدرات كاتبك المفضل بسبب ركاكة ترجمته؛ ولكن المستعرب البريطاني "دنيس جونسون ديفز" فاز بحب قراء الروايات العربية المترجمة إلى الإنجليزية في جميع أنحاء العالم.


ترددت أنباء عن تأخر الحالة المرضية لـ"ديفز"، ولد في كندا عام 1922 وعاش طفولته في القاهرة ووادي حلفا بالسودان، ورغبته في أن يُدفن بالفيوم حيث يعيش حاليًا.

و"ديفز" هو أول مترجم للأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية منذ أربيعينات القرن الماضي وذلك بعد دراسته اللغة العربية في جامعة كامبردج واحتكاكه بالعرب أثناء عمله في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

نجيب محفوظ
و"ديفز" هو أول المترجمين الذين نقلوا أدب "نجيب محفوظ" إلى الإنجليزية، هذا بالرغم من كشفه في أحد حواراته أنه لم يفكر في بداية حياته أن يصبح مترجمًا.

وكتب "نجيب محفوظ" على مقدمة لكتاب "ديفز" الذي أصدرته الجامعة الأمريكية في القاهرة عن قصة حياته وتجاربه، وذكر فيها أنه أول من ترجم له، وكان ذلك العام 1946 بترجمة قصة من «همس الجنون»، وعندما نسى "ديفز" عنوان أول ترجمها له عندما سأله أحد الأصدقاء، قال له قصة زعبلاوي، لكن نجيب محفوظ قاطعه قائلًا: «لقد ترجمت قصة زعبلاوي في الستينات وقبل ذلك قمت بترجمة قصة من «همس الجنون» في الأربعينات»، فقال له إنه لا يذكر اسم تلك القصة.

المجلات الأدبية
وتولى "ديفز" مسئولية مجلات أدبية عربية أصدرت في بريطانيا مثل مجلة "أصوات" بين عامي 1960 و1963 عندما نشر فيها لعدد كبير من أصدقائه الأدباء العرب مثل بدر شاكر السياب، وغسان كنفاني، وزكريا تامر، وكانت المجلة فصلية تنشر الشعر والقصة والنقد، وأيضًا مجلة «بانيبال»، تصدر باللغة الإنكليزية، ومهمتها تقديم الأدب العربي للقارئ الإنكليزي، وقدمت خدمة كبيرة للأدب العربي، كما كانت هناك مجلة «آزور» أي «الأزرق» أصدرتها السفارة الليبية، ومجلة «أور» أصدرتها السفارة العراقية في لندن وكان يكتب فيها بصورة دائمة.

النصوص الإسلامية
بسبب علاقة صداقة نشأت بينه وبين المستشار الثقافي في الإمارات للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الدكتور "عز الديم إبراهيم" في الستينيات من القرن الماضي، اتجه "ديفز" لترجمة النصوص الدينية (الأحاديث القدسية والنبوية).

وعن مصر، قال "ديفز": إنه أحبب مصر منذ طفولته، وقضى فيها معظم سنوات عمره. وسكن "ديفز" في البداية بحي السكاكيني.

جوائزه
وحصل "ديفز" على جائزة الشيخ زايد، جائزة شخصية العام الثقافية عام 2007، ولكنه علَّق عليها بعتب، قائلا "قد أسعدني كثيرًا أن تأتي هذه المبادرة الكريمة في هذا الوقت بصفة خاصة، فمن يدري.. ربما لو أنهم تأخروا أكثر من هذا لما وجدوني"!.

وتبنت إحدى المؤسسات الثقافية بإمارة دبي مشروع نشر سلسلة كتب الأطفال، من وحي قصص التراث ولكن محدثة ومطورة، مثل:"أبرز معارك الرسول" "قصص الخلفاء" و"سيف بن زي يزن" و"علاء الدين" و"حكايات جحا" وسواها، لمكافأة "ديفز" على مستويين معنوي ومادي.
الجريدة الرسمية