المعتوه الإسرائيلي والرد الباهت للخارجية!
رغم النفي المتأخر لنتنياهو في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، فإنه كان قاطعًا في عدم صحة أي مشورات أو مباحثات عن دولة فلسطينية في سيناء ورغم عدم انتظارنا رأي سي نتنياهو أصلا فإن القصة لدلالاتها تستحق المناقشة..
فوزير بلا وزارة في دولة العدو الإسرائيلي اسمه "أيوب القرا" معتوه بشهادة رسمية من جيش العدو الذي استبعد منه لتدهور حالته النفسية بسبب فقد شقيقيه في لبنان!! ذهبوا للعدوان على شعب لبنان البطل ولم يعودوا فطار صوابه بل عقله كله! أي أن كل عائلته من الأقلية الدرزية في إسرائيل -1.5% لا أكثر- خدم للكيان الصهيوني !!
والدروز في إسرائيل بخلاف دروز لبنان وسوريا الذين قدموا للعروبة أبطال كبار مثل سلطان باشا الأطرش في سوريا القائد الحقيقي للثورة على الاستعمار الفرنسي ومفجر شرارتها أو الزعيم الدرزي اللبناني الشهيد كمال جنبلاط -والد الزعيم الحالي وليد جنبلاط والحليف التاريخي لجمال عبد الناصر- فهم دون العرب المسلمين والمسيحيين الذين تقبل غالبيتهم بالتجنيد في جيش العدو -رغم وجود مناضلين عاشوا وماتوا من أجل فلسطين مثل الشاعر الكبير سميح القاسم- ويتولون مناصب عليا بغير موانع قانونية ومنهم من ساعدوا العصابات الصهيونية قبل عام 1948 وبعدها، وكان منهم الجاسوس الإسرائيلي الشهير عزام عزام ـ كان محاميه فريد الديب وأفرج عنه قبل 10 سنوات ـ بل كان منهم رئيس الكيان الصهيوني مجلي وهبة لفترة قصيرة وهو إحدى قيادات حزب كاديما وهو نفسه كان وسيطًا في الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عودة الترابين وفي الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط !
المعتوه -ونكرر بشهادة رسمية فصل بسببها من جيش العدو- قال إن "نتنياهو سيناقش مع ترامب خطة السيسي لقيام دولة فلسطينية في غزة وسيناء" !!
وطبعًا لأنه كلام معاتيه لا يستحق الرد ولا يستحق حتى أن نقول إن السيسي نفسه الذي أجهض مجرد فكرة تملك الأجانب -فقط تملك الأجانب- وقت أن كان وزيرًا للدفاع في حكم الإخوان ولم يخف ولم يتردد رغم إمكانية الإطاحة به والأهم أنه كان يمثل مؤسسة محترمة لها قيم وثوابت راسخة اسمها الجيش المصري العظيم وكان الجيش العظيم !
ولكن مصر عنده وعند رفاقه جميعا كانت ولم تزل أهم من أي شيء فلا يعقل اليوم أن يفعل ما قاله المعتوه الدرزي!
وبعيدا عن تلقف معاتيه في القاهرة للتصريحات إلا أن واحدًا منهم لم ينشر تصريحات المتحدث باسم مكتب المدعو أيوب القرا والتي قال فيها إن تصريحاته ليست إلا تخمينات وتحليلات منه ولا علاقة لها بالحكومة! لكن ما يعنينا هنا هو عدة أشياء:
-المعتوه هناك هو مصدر المعلومات للمعاتيه وسيئي النيات والأشرار والمتربصين هنا وهذا يليق بهم فبعضهم من بعض!
-التصريحات المختلة تم نفيها من مكتب المذكور نفسه وبعدها بساعات ولكن لا أحد يشير إليها لا من مطلقي الاتهامات ولا من مروجيها في مصر!
-الخارجية المصرية ردت وأيضًا لا أحد يشير لردها !
-عند النقطة السابقة نتوقف.. فالخارجية المصرية نفت التصريحات وقالت إنها ليست إلا "شائعات" وهنا نتوقف.. فنحن نتعامل مع قدرات المعتوه الإسرائيلي لكن الخارجية عليها أن تعامله باعتباره مسئولا يجب أن ينتبه لكلامه وعلى حكومته أن تحاسبه وكان ينبغي أن يكون الرد عليه قاسيًا وموجعًا.. فإن كان معتوهًا فعلى نفسه.. وعلى بلده وليس على مصر.. أيضًا وصف هذا الخبل بأنه "شائعات" هو وصف غير دقيق فضلا عن أنه ضعيف للغاية وكان ينبغي وصفه بما يليق بحجم الخطأ وبحجم الاتهام وهنا لا ينبغي أن ترفع الخارجية صيغة "ليس على المريض حرج" أو تجاهل التصريحات السخيفة كما تفعل الخارجية غالبًا خصوصًا مع أردوغان بل كان ينبغي الاحتجاج بأي طريقة ممكنة بل وبهدلته وتوبيخه عدة مرات!
-وأخيرًا على نتنياهو أن "يلم معاتيه حكومته" وإن كانت حكومتنا تبحث عن الهدف من التحركات الإسرائيلية الأخيرة ومغزاها من سحب السفير ومبرراته ومحاولة تصدير الارتباك إلى مصر بأي شكل إلا أننا سنكتب أيضًا في محاولة فك هذه الطلاسم إن شاء الله ولكن في مقال آخر !