رئيس التحرير
عصام كامل

المحافظون بين الفشل والنجاح !


المحافظ الفاشل هو الذي يجلس في مكتبه يقضي أيامه للاستمتاع بمنصبه فقط ولا يتواجد مع المواطنين في الشارع حتى يسمع منهم مشكلاتهم ويحاول حلها في حدود إمكانيات الدولة، وترك المواطنين فريسة لجشع التجار واستغلال السائقين ويسعى للظهور الإعلامي دون أن يحقق أي إنجاز..


المحافظ الفاشل هو الذي انتشرت في محافظته الرشوة والمحسوبية والفساد ولا يتابع موظفيه ويتركهم يتحكمون في المواطنين ويعطلون مصالحهم، وأصبحت القمامة في عهده مشهدًا طبيعيًا لا تستقيم الحياة بدونه واحتلت الإشغالات الأرصفة والميادين والشوارع..

المحافظ الفاشل لم يساند الفلاحين ويقف بجانبهم ضد محتكري الأسمدة والبذور والتقاوي ونقص مياه الري وتسبب في قيامهم بحرق المحاصيل وتركهم الأرض بورًا بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج، وانتشرت في عهده مخالفات المباني، وتغاضى عن التعديات على أملاك الدولة، ويشاهد بعينيه الأراضي الزراعية تحولت إلى كتل خرسانية وملاعب خماسية ومقاهٍ وقاعات أفراح ومطاعم ومخازن للأخشاب والسيراميك..

المحافظ الفاشل تحت سمعه وبصره تحولت الجراجات إلى مطاعم وكافيهات لكي تزيد من مشكلات المرور والانتظار وترك الشوارع والطرق مرتعًا للميكروباص والتوك توك والنقل العشوائي، وساءت في عهده المرافق والخدمات والزراعة بمياه الصرف الصحي والاعتداء على الطرق وانتشار المطبات العشوائية مما أسهم في زيادة حوادث الطرق..

المحافظ الفاشل أصبحت المحافظة في عهده طاردة للسكان، بسبب سوء الخدمات وانتشار البطالة، وعدم الاهتمام بالاستثمار والمناطق الصناعي والمشروعات الصغيرة، ولا يشعر بآلام المواطنين ولا يتابع الشركات المتقاعسة عن إنهاء المشروعات ولا يسهم في إعادة فتح المصانع المتعثرة، ومساعدة الغارمين، ويتمسح دائمًا في اسم الرئيس ولا يتحرك إلا بتعليمات، ويقرب إليه أصحاب النفوس الضعيفة والمشبوهين ويستبعد الكفاءات والموهوبين، وليست لديه رؤية واستمراره في المنصب يساوي زيادة معاناة للوطن والمواطنين..

المحافظ الفاشل وصف ينطبق على معظم المحافظين الحاليين، ولا مبرر لاستمراهم بعد التعديل الوزاري، يجب إعادة تقييمهم وحساب وعقاب (الإقالة للفاشل والثقة للناجح)، ويجب أن تتغير طريقة اختيار المحافظين بعيدًا عن المجاملات ومكافآت نهاية الخدمة وأن يكون اختيارهم لمدة معينة وبرامج محددة أهمها تعظيم القدرات الاقتصادية للمحافظة وتشجيع الاستثمار وحل مشكلات البطالة والاهتمام بتحسين الخدمات للمواطنين..

منصب المحافظ مهم جدًا لأنه يتعامل مباشرة مع المواطنين وكلما كان أداؤه جيدًا انعكس ذلك على شعبية رئيس الجمهورية في الشارع، المحافظ نظريًا هو رئيس جمهورية محافظته ولكنه عمليًا ليست لديه الصلاحيات للقيام بمهام منصبه ولا سلطة له على جميع الهيئات والموظفين في المحافظة، وهذا يتطلب التوسع أكثر في اللامركزية، لأنه على قدر المسئولية يكون الحساب..

وإلى أن يتم إصلاح هذا الخلل فإن التاريخ يقول إن شخصية المحافظ تفرض نفسها وإن المواطنين لا يتذكرون إلا القليل النادر منهم الذي حقق إنجازات تستحق الدعاء له بعد رحيله والرحمة عليه بعد وفاته.. واللهم احفظ مصر. 
Egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية