رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر والكنيسة وتعزيز القيم


فكرة طرحت في لقاء بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس، بابا الكنيسة الارثوذكسية، تحولت إلى لقاء ضم نخبة من المفكرين والكتاب والفنانين ورجال الدين؛ لبحث تعزيز أو بالأصح إحياء القيم.


بالطبع شيء طيب أن تهتم مؤسساتنا الدينية بإحياء القيم المجتمعية الجميلة والنبيلة التي يحتاجها مجتمعنا الآن، وبدونها لن يكتمل النجاح لأي أمة تسعى للنهوض، أو لأي دولة تسعى للحفاظ على كيانها، وشعب يبغي الحفاظ على هويته الوطنية.. ولكن يجب الإدراك أن صناعة القيم في أي مجتمع تتجاوز دور المؤسسات الدينية فيها، ولعل هذا ما أشار إليه بوضوح البابا تواضروس في كلمته، حيث أشار إلى دور التعليم ودور الإعلام..

أي أن مهمة إحياء القيم النبيلة والجميلة، قيم الحق والخير والجمال والعدل والمواطنة والمساواة والعيش المشترك هي مهمة الدولة في الأساس، أي المهمة الأصلية لها، مع المهام الأخرى مثل الأمن والدفاع وتنظيم العلاقات بين المواطنين.

أقول ذلك ليس لاقتناعى بالمقولة التي تقول إن القيم السائدة في أي مجتمع هي قيم الطبقة السائدة فيه، وإنما لأن هناك قيمًا لا يتم الالتزام بها إلا من خلال دور الدولة أساسًا، مثل قيم المواطنة المساواة والعيش المشترك واحترام العمل واحترام المرأة والطفل.

وأعرف أن هناك مشروعًا لإعادة صياغة قيم المواطن المصري في مؤسسة الرئاسة، وأرجو تفعيله والبدء في تنفيذه لكي تصب كل المبادرات المجتمعية ومنها مبادرة الأزهر والكنيسة في جهد الدولة.
الجريدة الرسمية