رئيس التحرير
عصام كامل

قلوبنا مع اليمن ومع الدكتور عبد الملك!


اليمن وشهرته اليمن السعيد هو طبعا بلدنا العربي الشقيق، الذي صار حزينا بفعل ما يجري على أرضه ولشعبه الحبيب الطيب.. والدكتور عبد الملك هو نائب رئيس الوزراء ووزير خارجيته، الذي أقام عرس نجله قبل أيام بأحد فنادق القاهرة التي يعشقها ويعشق شعبها، وتقيم فيها أسرته بينما يجوب هو أنحاء العالم بحثا عن حل ينقذ وطنه وشعبه.. واليوم وبلا أي داع يضطر أن يدافع عن نفسه لهجوم غير واع وبغير داع، بزعم أنه أقام حفل زفاف نجله بشكل لا يليق مع ما يجري في اليمن.. ولأننا كنا من حضور الحفل المذكور نشهد-والشهادة لله- أن الاحتفال أقيم بغير ما تتميز به مثل هذه الأفراح..


فقد كان المكان يليق باستقبال ساسة وسفراء ولم نر لا أمراء ولا وزراء أو حضروا، ولم نشعر بذلك لبساطة الاحتفال فلم تكن الدعوة إلا لأهل العروسين وأقاربهم وقليل من خارجهم.. ولم يقدم فيه إلا ما يليق بكرم الضيافة وفي حدودها المعقولة.. لا راقصة ولا راقص.. ولا مطربة ولا مطرب.. لا نقود تلقى على العروسين، لأنه أصلا لم يحضر الاحتفال إلا العريس وحده، بينما بقيت العروس في مكان آخر وطبقا لتقاليد يمنية صارمة.. بل لم تحضر الحفل أي سيدة من الأساس!

مندوب قناة الحدث قال لي إن الدكتور عبد الملك رفض إجراء لقاء معه، واعتذر وقال إنها مناسبة شخصية لا يصح أن يجري فيها أي لقاءات، وكان الرجل بنفسه وعائلته في استقبال كل الضيوف!

من يهاجمونه لا يعرفون أن الزفاف معلق منذ فترة، وأن هناك طرفا آخر للأمر هي العروس لا يصح وليس من الصحيح أن يتم تعليق أمرها، ولا يصح أن نصف ما حلله الله شرعا بأنه يخالف التقاليد، ولا يصح أيضا أن نصف حفل زفاف تم بالتزام كبير بما ليس فيه!

بقي القول لمن لا يعرف أن الدكتور عبد الملك المخلافي هو أحد أبرز المناضلين والسياسيين في اليمن الشقيق، وهو الأمين العام السابق للتنظيم الشعبي الناصري باليمن، وقد عاني قبل وبعد توليه موقعه التنظيمي وحتى تركه لمهامه لمن انتخب بعده من مطاردات لا حصر لها، ومضايقات لا يحتملها أحد، وحوصر في عمله وفي حياته وفي رزقه ولم يتراجع ولم يساوم، وظل أستاذا ونموذجا في الانتماء القومي نتعلم منه، ويتعلم منه غيرنا في اليمن وخارجه، والمؤسف أنه وبينما كل ذلك كان يتم لم يدافع عنه أو ينتقد ما يتعرض له قلم واحد افتري عليه للسبب المذكور!

كل الأمنيات أن يعود اليمن لشعبه ولأمته العربية، ولكل الشرفاء الذين دافعوا عنه لسنوات طويلة مضت ليروه أفضل وأجمل وأن يتوقف نزيف الدماء به لنري الأفراح في كل بيت من بيوت الأشقاء الأحباب بالبلد الحبيب الغالي!
الجريدة الرسمية