رئيس التحرير
عصام كامل

«فلوس الترميمات طارت في الهواء».. انهيار سقف مستشفى الصحة النفسية بعد شهر من ترميمه.. ضياع 122 مليون في انهيار كوبري الجامعة بعد عام من تشغيله.. وخبير اقتصادي: مسئولو المحليات السبب

 كوبري الجامعة -صورة
كوبري الجامعة -صورة ارشيفية

مشروعات تتهالك، فيتم ترميمها فتتهالك بعد مدة أقصر، تطبيقًا مثاليا لإهدار المال العام الذي يحدث يوميا دون محاسبة من المقصر في ذلك.

آخر تلك الأمثلة ما حدث لمستشفى الصحة النفسية بطنطا بالأمس حين انهار السقف المعلق بالطابق الثاني للمستشفى، على المرضى والعاملين، بعد تسلم المبنى بعدة أيام من أعمال الترميم.


وبحسب المنشور فقد أصيب أحد المرضى بإصابات بالغة وهرب الأطباء والعاملون خوفًا من انهيار المبنى على رءوسهم، وبناءً عليه كشف مصدر بالمستشفى أن أعمال الترميم بالمبنى تكلفت نحو 4.5 ملايين جنيه، واستمرت عدة أشهر، وتم الانتهاء منها منذ شهر، ولكنّ العاملين بالمستشفى تقدموا بشكوى للإدارة من سوء الترميم الذي يعرض حياتهم وحياة المرضى للخطر.

122 مليون
أما الواقعة الأبرز بأحداث هذا المسلسل، فكانت في فبراير 2016، حين شهدت محافظة سوهاج، انهيار كوبري الجامعة، بعد تشغيله بـ7أشهر فقط أمام الطلاب والسيارات، وتم إنشائه بتكلفة 122 مليون جنيه.

وقد ذكر التقرير الصادر من كلية الهندسة بجامعة سوهاج، إن اللجنة توصلت بعد الفحص أن الحسابات التي تم تنفيذها في أعمال إنشاء الكوبري غير مطابقة للمواصفات، التي حددها الكود المصري الخاص بميكانيكا التربة وتصميم الأساسات، بجانب إغفال الشركة عن وضع «الخوازيق» أسفل الكوبري.


80 مليون
أما الحلقة الأخرى من مسلسل إهدار الأموال، كان في أبريل 2015، حينما فوجئ أهالي قرية الأورمان التابعة لمركز طلخا بالدقهلية، بانهيار كوبري بلقاس بعد إنشائه وتسليمه بنحو عام وبلغ تكلفته 80 مليون جنيه.

وأكد محافظ الدقهلية حينها، أن الانيهار يرجع إلى مرور سيارتين نقل فوق الكوبري بحمولات ضخمة، فلم يتمكن الكوبري من استيعابها.

200 مليون جنيه
كما طال مسلسل الإهمال أيضا، ترميم القصور الأثرية أيضا، ففي يوليو 2014، اتهم نشطاء أثريون وزارة الآثار، بالإهمال عقب انهيار أجزاء من قصر إسماعيل باشا المفتش بلاظوغلي، بعد عام واحد من ترميمه، بتكلفه بلغت أكثر من 200 مليون جنيه.

فيما ذكر أحمد شهاب، الأمين العام لائتلاف ثوار الآثار في تصريحات صحفية، إن مبنى القصر حدث به تشققات منذ 7 سنوات، ناتجة عن هبوط أرضي بالطريق، وبعد مرور سنوات إنهاء أجزاء من المدخل الرئيسي للقصر، وبناء عليه تم ترميمه بملايين عدة، ثم يشهد انهيار الترميمات بعد عام من تسلمها، ولم تتحرك الوزارة لمعاينة الأجزاء المنهارة.

تواطؤ المسئولين

وبهذا الصدد، يقول الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن ضياع الأموال في الترميم السيئ لتلك المشروعات، يأتي بسبب تواطؤ المحليات مع المقاولين في الإدارات الهندسية للمحافظات والوزارات، لتقاضي مبالغ مالية مقابل إتمام المشروعات في وقت قياسي، ولكن بأساسات تخالف المواصفات القياسية المتفق عليها، سواء كانت كباري أو طرق أو مباني.

وأشار في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إلى أن بعض المسئولين في لجان الاستلام والتنفيذ أيضًا يتلقون رشاوي وهو ما يؤدي إلى تلك النتيجة في نهاية الأمر.
الجريدة الرسمية