قبلة في الصحراء.. فيلم يجب مصادرته
هو ثاني الأفلام الروائية المصرية الطويلة، من إنتاج إبراهيم لاما عام 1927، واجه الفيلم الفشل على مستوى العرض الجماهيري والنقدي، بسبب هجوم الكتاب والنقاد عليه من منظور قومي.
وفيلم «قبلة في الصحراء» يحكي قصة حب بين شاب بدوي وسائحة أمريكية، وتحت عنوان «إلى وزارة الداخلية، دعاية خطرة ضد مصر فيلم يجب أن يصادر» كتبت مجلة روز اليوسف في فبراير 1928 موضوعًا بدون توقيع تقول فيه:« قبلة في الصحراء فيلم ادعى مخرجوه بكل الوسائل الشريفة وغيرها أنه مصري، ولولا أنهم قالوا عنه إنه مصري لما شعرت أبدًا أنه من مصر.. فلا الرجال مصريون، إذ إن ملابسهم أقرب إلى ملابس الجنود المرتزقة من المراكشيين الذين يعملون في الجيش الفرنسي».
فهل رأى أحدًا عربيًا ينتسب إلى مصر يلبس طربوشًا ذره يصل إلى منتصف الظهر، ويلبس حذاءً جلديًا طويلًا وبنطلونًا وصديري مزركشًا، حليق الرأس كأنه فتاة عذراء.
إن مؤلف الرواية ومخرجها ادعى أن اسمه بدر لاما، فهو لا يستطيع أن ينكر أنه غير مصري وأن اسمه إبراهام، والممثلة الأولى للرواية أجنبية مع أن لدينا ممثلات بارعات، إضافة إلى أن موضوع الرواية بسيط، وعيوبه كثيرة ويكفي أنها ترمي المصريين بكل حطة ونقيصة فلا يوجد بمصر عرب يضحون بأنفسهم في سبيل علبة دخان أو حذاء.
ونرى أنه ليس من مصلحة مصر أن يفهم الأجانب أن العرب يسطون على قوافل السواح كما ظهر في الرواية، ومن غير المشرف لنا أن يظهر البوليس المصري بمظهر الإهمال والكسل، فيهرب رجل البوليس ويتقاعس عن متابعة المجرم حتى بعد إصابته بالرصاص.
إضافة إلى أنه من غير المألوف عندنا حتى من مائة عام أن ترقص محظية رئيس العائلة أمام الأجانب عارية ممسكة بالسيف، ومغطية وجهها باليشمك، فهى تعري جسمها في منظر بذئ وتغطي وجهها، ورواية كهذه لو سمح بعرضها خارج مصر فما الصورة التي تعطيها للأجانب عن مصر؟
أيضًا كتبت صحيفة الصباح عام 1928 تقول: ماذا جنت مصر حتى ينتقموا منها بهذه الوسيلة الحقيرة؟ والفيلم بطولة جلاس بلى، ماتيوليفى، ديفيد ميفانو، ايفون جوين، محمود المليجى، بدرية رأفت وأنور وجدي.