رئيس التحرير
عصام كامل

«اسطمبات تزوير الدولارات» تدخل مصر.. الباسوسي: قالب مطبوع للعملة الصعبة.. العراق تربة خصبة لتصنيعها.. البديني: طريقة بدائية ولا تشكل خطرا لسهولة كشفها

فيتو

حاولت أيادٍ عابثة تهريب ألف "اسطمبة" لطباعة الدولارات (ورقة فئة المائة دولار)، بقرية البضائع في مطار القاهرة الدولى، كانت داخل "دفاية" في طرد شخصى قادم من العراق عن طريق الإمارات، لتسليمها للمزورين وإغراق السوق بالدولارات المزورة.


فشل جهاز "X- RAY" التابع لجمارك الطرود السريعة بقرية البضائع في مطار القاهرة الدولي في الكشف عنها، ولكن عندما فتح حسام حسن عثمان مدير إدارة الحركة الطرد، وتبين أنه مشمولة "دافية" كهربائية، وبفتحها عثر بداخلها على اسطمبات طباعة سوداء اللون لورقة المائة دولار أمريكى، وبالجرد تبين أنها بإجمالى ألف اسطمبة.

صعوبة الضبط

وعن قيمة تلك الاسطمبات وأهميتها، يقول "مجدي البسيوني" الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، "قديما كان من الصعب تزوير العملة الأجنبية، ولكن مع التطور التكنولوجي وبرامج الكمبيوتر الحديثة انعدم المستحيل".

وأشار إلى أن مباحث الأموال العامة كانت قديما عندما تعثر عن ماكينة طباعة في بيت أحد المواطنين، تلقائيا تتأكد من وجود نقود مزورة، أما الآن لا يخلوا بيت من الكمبيوتر والطباعة، موضحا الأزمة الحقيقة في المكان الذي سيتم فيه تسويق تلك العملة المزورة واستخدامها.

مصر السوق
وتابع الباسوسي: "من الصعب تداول العملات الأجنبية في الخارج، لأنهم أكثر دراية بالفرق بين العملة الحقيقية والمزورة، أما المصريون فلا يعلم الكثير منهم الشكل الحقيقي للدولار، كما أن الجريمة تنتشر تبعا للظروف المناخية، فقد أعمى إقبال المصريين على الدولار بعد ارتفاع سعره عن كشف التزوير الذي يلحق به، ومن هنا كانت مصر مصدر سوق أساسي وأكثر رواجا لتسويق العملة الأجنبية المزورة".

مواصفات الماكينة
وعن مواصفات ماكينة التزوير والتي يتم تهريبها عبر الدول، يقول الخبير الأمني التزوير الآن أسهل بكثير مما سبق، وتحتاج لجهاز كمبيوتر وطباعة ومتخصصين فنيين، يستطيعون تقليد شكل ورقة الدولار ورسمها، كما أنه الآن يوجد نظام الاسطمبة، وهو قالب مرسوم عليه كل مواصفات العملة، يصوره الكمبيوتر وتطبعه ماكينة الطباعة على ورق، مما يقلل من جهد رسم كل ورقة دولارية.

العراق التربة ومصر السوق
وتابع "الباسوسي": "العراق تربة خصبة لتزوير العملة، نظرا للانفلات الأمني الذي تعاني منه، وبحاجة لأموال بسبب تدهور اقتصادها، أما مصر فأفضل سوق لتوزيعها لنقص خبرة المصريين عن العملة الصعبة، وحاجتهم الشديدة إليها دفعتهم لشرائها دون تفكير، وخاصة أن الجاني يقلل سعرها لجذب زبائنه، كما يضع أول الرزمة وآخرها نقود حقيقية غير مزورة، حتى لا ينكشف سره".

طريقة بدائية
وأشار عبد اللطيف البديني مساعد وزير الداخلية إلى أن تلك الاسطمبات عبارة عن مادة توضع في المطبعة، وتختم على الورق بشكل العملة.

وأكد أن هذه الطريقة بدائية وقديمة، ولا تشكل خطورة كبيرة لأنها سرعان ما تنكشف فور تداولها، موضحا أن هناك طرقا حديثة باستخدام ورق مطابق تماما لمعايير لورقة العملة، و"سريل نمبر" للطباعة، وباستخدام برامج كمبيوتر يستطيع المزور تحقيق مراده.
الجريدة الرسمية