رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة قطاع خاص


القطاع الخاص يسيطر على كل شيء في مصر، ويحقق المليارات، ويتحكم في كل صغيرة وكبيرة في البلاد، وتستجيب الحكومة لكل طلباته المشروعة وغير المشروعة، فهو من يجبر الحكومة على رفع الجمارك على الدواجن المستوردة، وهو من يجبر الحكومة نفسها على عودة الجمارك نفسها، وهو من يـأمرها برفع أسعار الأسمدة، وهو من يجبرها على إقرار الامتيازات التي تضاعف من أرباحه..


وبما أن القطاع الخاص هو صاحب الكلمة العليا في الاقتصاد وتحريك السوق ودفع عجلة الإنتاج، فلماذا لا يتم تكليف القطاع الخاص بتغيير الحكومة وليس التعديل فقط؟

بداية من رئيس الوزراء والوزراء باستثناء الوزارات السيادية مثل الدفاع والداخلية والخارجية، أما باقى الوزارات فيتم إسنادها جميعًا للقطاع الخاص من أجل تقديم أفكار مختلفة لمشاكلنا اليومية، وعلى رأسها ارتفاع الأسعار وغياب السلع، فالحكومة تقول كل يوم صباحا ومساء بل كل ساعة إننا ندعم المواطن محدود الدخل بالمليارات في كل السلع آخرها الكهرباء، حيث صرح وزير الكهرباء بأن الرئيس أمر برفع دعم الطاقة إلى 65 مليار جنيه بدلا من 35 مليارا، وأن موازنة الدولة تتحمل الكثير وأن المواطن يحصل على دعم في كل السلع الضرورية وغير الضرورية وأن الحكومة لا تحقق أي أرباح من الخدمات والسلع التي تقدمها إلى المواطن الذي لا يشعر بأى شيء إيجابى، في الوقت الذي يحقق فيه القطاع الخاص أرباحًا تفوق الخيال، في كل القطاعات التي يسيطر عليها والخدمات التي يقدمها للمواطن الذي يعتبره فريسة وامتيازا حصريا منحته له الحكومة من حقه أن يلتهمه في أي وقت شاء وله كل الحق في أن يحدد الأرباح التي يريد أن ينتزعها من جيبه.

لماذا لا نجرب رئيس حكومة من القطاع الخاص، كرئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أو اتحاد الصناعات؟!

جربنا التكنوقراط وأساتذة الجامعات والمستشارين والمهندسين حتى لواءات الشرطة كان لهم حظ معنا، والنتيجة واحدة فالمشكلات حاضرة والأزمات لا تغيب دائمًا..

فلماذا نترك الأسماء التي تحقق الأرباح بالمليارات من الهواء؟ ونتمسك بالأسماء التي يرافقها الفقر كظلها وتخسر أينما تضع يدها ويتحول الذهب على يديها إلى تراب، وتختار الحل السهل دائما بتدبير العجز دائما وأبدا من المواطن الفقير.. لماذا نتمسك بمن ينادون دائما بالبحث عن أفكار خارج الصندوق ويكون الفشل حليفهم، ونترك أصحاب الصندوق أنفسهم الذين يعرفون كيف يبيعون الهواء ويحققون المليارات؟

القطاع الخاص يتحكم في كل شيء، في المواد الغذائية والدولار والصناعة والاستيراد والتصدير والزراعة والصحة وكل ما له علاقة بحياة المصريين.. أما الحكومة فهى فقيرة لا تنتج ولا تبيع شيئا.. لا تمتلك سوى الديون ولا تفكر سوى في القروض التي تلتهم كل شيء، لماذا لا نفكر خارج الصندوق فعلا ويكون رئيس الوزراء الجديد والوزراء قادمين من القطاع الخاص، لعلنا نرى الخير على أيديهم فعلا بعد طول انتظار؟!
الجريدة الرسمية