رئيس التحرير
عصام كامل

الرسالة المؤكدة من الندوة التثقيفية الأخيرة!


ما معنى أن تستدعي أمهات الشهداء من هنا ومن هناك لحضور ندوة تثقيفية للقوات المسلحة؟ وما الغرض من منحهن الكلمة يروين فجيعتهن في فقد أولادهن وكيف قدمن فلذات أكبادهن فداءً للوطن بينما يبدو صمودهن الأسطوري وصبرهن على اختبار الله ورضاهن بقدره وقضائه ؟ وما الهدف من محاضرة -كلمة بالشرح والتحليل- تتم للمرة الأولى لرئيس المخابرات الحربية؟


وما الهدف أن تكون المحاضرة -الكلمة- مدعومة بالفيديوهات والصور والأرقام والمعلومات والبيانات والأسماء والعناوين والتواريخ ؟ وما مغزى محاضرة في الجيش لداعية إسلامي جليل من بلد عربي شقيق يعاني من الاقتتال؟ وكيف نقيِّم دموع الرئيس السيسي وتفاعله إلى حد البكاء وكأن كل شهيد هو ابن له؟ وما معنى أن نرى في القاعة دموعًا كثيرة بين جنبات المكان؟

وما المعنى من كلمات لأبطال الجيش العظيم يروي كل منهم لحظات بطولة نادرة لخير أجناد الأرض؟ وما الهدف أن يظهر كل منهم وقد تداوى على درجة ممكنة ووفق أحدث ما توصل إليه أهل الطب؟ وماذا وراء كل هذا التحدي في كلماتهم؟ وما الهدف من ذكر بطولات زملائهم الشهداء وكيف كان بلاؤهم في مواجهة الإرهابيين المجرمين؟

وكيف تحملوا تذكر هذه اللحظات رغم صعوبتها وصعوبة روايتها أمام أهالي الشهداء؟ ماذا يمكن أن يكون حاصل جمع كل تعبيرات الموجودين الحاضرين للندوة؟ وما معنى الحسم والحزم في كلمات المشاركين وفي تقديمهم لإلقائها -المعتاد- من سيادة العميد ياسر مقدم الندوة؟ وما معنى إذاعة الندوة وتكرار إذاعتها مرات ومرات وبتغطية إعلامية لافتــة؟

إن أردنا حصر وجمع وخلاصة كل الرسائل وكل المشاهدات وكل الاستنتاجات وبعيدًا عن الجدل بين المؤكد والمحتمل فسنخرج بجملة واحدة ووحيدة هي أم الرسائل من كل ما شاهدناه وهي: حق هؤلاء الشهداء الأبرار والثأر لهم ولأمهاتهم ولدماء أبنائهن الطاهرة قرار نهائي وجار تنفيذه، ولن يكتمل إلا بالقضاء نهائيًا على هؤلاء وأن أي كلام عن مصالحة أو تصالح مع المجرمين ممن يحملون السلاح وينتهجون العنف هو لغو إعلامي لا معنى له يخلط بين الهبل والشيطنة وهو من المستحيلات الأربعة بل رابعهم بالتمام والكمال!! قد كانت الندوة كلها قسم على الثأر وحماية الوطن.. وقد فهمنا الرسالة!
الجريدة الرسمية