رئيس التحرير
عصام كامل

المستشار القانوني لشيخ الأزهر يكشف حقيقة الخلاف بين الرئيس والإمام الأكبر.. «عبد السلام»: قضية الطلاق الشفوي شهدت نقاشا علميا عميقا بين كبار علماء مصر.. وحسمها استغرق 4 ساعات متواصلة

فيتو

كشف المستشار محمد عبد السلام، المستشار القانوني لشيخ الأزهر، كواليس اجتماع هيئة كبار العلماء الذي عقد يوم الأحد الماضي برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لحسم قضية الطلاق الشفوي، نافيًا أن يكون هناك خلاف أو صدام بين الأزهر ومؤسسة الرئاسة.


نقاش علمي
وأكد «عبد السلام»، أن اجتماع هيئة كبار العلماء شهد نقاشًا علميًا عميقًا بين كبار علماء مصر ذوي التخصصات الشرعية والمذاهب الفقهية المختلفة في تناول مسألة الطلاق الشفوي؛ حيث تم مناقشة القضية من كافة وجوهها وجوانبها، وتفنيد كافة الآراء والشبهات الواردة على المسألة بحيادية وعمق علمي يستحق الفخر والاعتزاز؛ كما حرصت الهيئة على دراسة التقارير الواردة إليها من لجان الفقه والفتوى والتفسير التي شكلها الإمام الأكبر، وكذلك الدراسات العلمية والاجتماعية المتعلقة بالأسباب الحقيقية لظاهرة تزايد نسبة الطلاق في مصر.

وأضاف المستشار القانوني لشيخ الأزهر، أن اجتماع هيئة كبار العلماء امتد لـ 4 ساعات متواصلة اتفق عقبها المجتمعون بإجماع الآراء، على صحة وقوع الطلاق الصادر من الزوج بألفاظه الشرعية والخالي من الموانع دون أن يكون توثيق الطلاق أو الإشهاد عليه شرطًا في صحته.

موقف الرئيس
وأشار «عبد السلام» لى أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وأعضاء هيئة كبار العلماء قدروا موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي أسند خلاله الأمر لأهله؛ موضحًا: «حين وصلت الرئيس السيسي إحصاءات الطلاق المتزايدة في مصر بادر بإسناد الأمر إلى أهل الاختصاص وكان توجيه حديثه للإمام الأكبر بمثابة التساؤل عن الحكم الشرعي لهذا الأمر».

وأوضح المستشار القانوني لشيخ الأزهر؛ أنه «بالرغم من تقدير الأزهر وهيئة كبار العلماء لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ إلا أننا وجدنا بعض الإعلاميين يبذلون الجهد ليل نهار لتأويل وتحميل كلمات وعبارات الرئيس بما لا تحتمل، وتحريف مقاصدها للقول بما لم يقل به، وهؤلاء يحاولون إدعاء وجود خلاف بين مؤسستي الأزهر والرئاسة وذلك على عكس ما يعلن الرئيس دائمًا وأمام العالم أجمع من أنه يحترم ويقدر الأزهر وإمامه الأكبر؛ حتى أنه قالها صراحة: تبقى مصيبة وكارثة أن يعتقد أحد خلاف ذلك».

اختلاق خلاف
وأضاف «عبد السلام»؛ أن «مع كل ذلك نجد هؤلاء المحاولين اختلاق خلاف بين الأزهر والرئاسة لا يزالون ماضين في تحريف كلمات بيان هيئة كبار العلماء واقتطاع العبارات من سياقها بطريقة سافرة، في حين أن البيان يشير صراحة إلى المتساهلين في الفتاوى ويحثهم أن يتقوا الله في تبليغ الحكم الشرعي للناس بأمانة وأن يكون كلامهم منصبًا على كل ما ييسر للناس وسائل العيش الكريم، بدلًا من إغراقهم في فتاوى إباحة الخمور وعدم وقوع الطلاق الشفوي».

وأكد المستشار القانوني لشيخ الأزهر؛ أنه «بالرغم من وضوح بيان هيئة كبار العلماء إلا أن هؤلاء لا يزالون ينشرون أحقادهم ويبثون سموهم بين الناس؛ لتصوير الأمر وكأن هناك مشكلة وصدامًا بين الأزهر والرئاسة، وهو زعم غير موجود إلا في خيالهم المريض».

وختم «عبد السلام»؛ حديثه قائلًا: «أعانك الله يا سيادة الرئيس، وأعان معك فضيلة الإمام الأكبر على رعاية مصالح الدين والدنيا.. وهدى الله هؤلاء الفارغين التائهين المترنحين في ظلمات الظلم وعدم الإنصاف».
الجريدة الرسمية