رئيس التحرير
عصام كامل

سوق «الرهوان».. لا يزال العرض مستمرًا

فيتو

من قرية هادئة إلى سوق كبيرة لتجارة الحمير، صارت «البراجيل» بمحافظة الجيزة واحدة من أشهر أسواق الحمير في مصر، لم لا.. وهي موقع للربح السريع، وربما تكون مصدرًا غير مباشر لـ«الحمير المذبوحة».


ففي تلك القرية الواقعة على طريق إمبابة الدائري، يكثف التجار نشاطهم لشراء أعداد كبيرة من الحمير وتوزيعها على جميع التجار الموجودين في جميع أنحاء الجمهورية، حيث يجتمعون أسبوعيًا في مكان واحد ليمارسوا تلك المهنة، ومن هنا رصدت «فيتو» ما يدور في سوق الحمير بـ«البراجيل».


يوم الجمعة فقط، وبعد صلاة الفجر مباشرة، تفتح السوق أبوابها أمام التجار ليبدأ كل واحد منهم حجز موقع له في السوق ذات المساحة المكشوفة، والمقامة على مساحة 2.5 فدان، فالدخول مجانًا لكن عند الخروج بـ«حمار» أو أكثر تدفع مبلغًا لصندوق سوق الحمير المتواجد أمام البوابة الرئيسية.


في صفوف متراصة، تقف عشرات الحمير على جانبي السوق تأكل وتتغذى في انتظار دورها في الشراء، بجانب كل مجموعة من هذه الحمير شخص يرعاها ومسئول عنها لحين وصول مشتريها، يروج لبضاعته عن طريق بعض الجمل منها «قرب وجرب» و«اشتري الرهوان» ليقبل عليه التجار ليفحصوا ما معه من حمير.


وبعد التفاوض تأتي عملية كتابة عقد بيع الحمار يرصد بيانات الطرفين ورقم بطاقة كل منهما، ومواصفات الحمار والسعر المتفق عليه، ويوقع كل منهما على ذلك، ولكن هذا الأمر لا يحدث مع كل الباعة فليس كل حمار يباع له عقد بيع.


وأمام هذا الإقبال المتزايد، لا يمكن التعجب من انتشار ظاهرة ذبح لحوم الحمير وغش المستهلك أمام الأعداد الكبيرة التي تباع داخل سوق الحمير بالبراجيل، لكن يظل السوق بريئًا من عمليات ذبح الحمير، إذ يرجع الملف برمته إلى الرقابة التي تتولى مسئوليتها الجهات البيطرية والأمنية لضمان عدم تفشي الأمراض.


ولكونها سوقا خاصة، يتصدى «الحاج مراد» لعملية التنظيم داخله، حيث يظل هذا الرجل السبعينى ماكثًا على كرسيه في بداية السوق، منتظرًا أي شخص اشترى حميرًا ليبدأ في التأكد من إجراءات البيع ودفع الرسوم المفروضة عند الخروج.


«مراد» أكد أن الأعداد المتوافدة على سوق الحمير بالبراجيل ليست ثابتة، فأحيانًا تتراجع لتصل إلى 200 تاجر أسبوعيًا، وفي أوقات أخرى ترتفع كثيرًا لتصل إلى 500 تاجر فأكثر عند رواج البيع، في أيام معينة من العام كمواسم حصاد «البطيخ والعنب».


وبحسب الحاج مراد، فإن السوق تفتح أبوابها لجميع التجار من جميع المحافظات، لكن يظل أبناء الصعيد الأكثر تواجدًا فيها.


وعن الأسعار، أكد الرجل السبعيني أنها تتراوح ما بين ألف و3 آلاف جنيه، حسب نوع الحمار وصحته، وهناك أنواع أخرى رخيصة الثمن جدًا مقارنة بغيرها من الحمير يمكن أن تصل إلى 100 جنيه فقط نظرا لظروفها الصحية، وعدم فائدتها للعمل بعد ذلك.


ونبه إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين يشترون الأنواع الرخيصة من الحمير ليبيعوها إلى حدائق الحيوان كغذاء للحيوانات المفترسة أو السيرك عن طريق تعاقدهم مع هذه الحدائق، وهنا يتم التأكيد على أن عدة عوامل تتحكم في تحديد السعر كسرعة الحمار وفحص الأسنان وحالته النفسية.
الجريدة الرسمية