رئيس التحرير
عصام كامل

«الكوسة» في مصر وبريطانيا


تعرضت بريطانيا إلى عاصفة شديدة مؤخرًا أدت إلى رياح وصلت سرعتها إلى ثمانين كيلومتر في الساعة، تسببت في قطع الكهرباء والفيضانات والأمطار الغزيرة التي قلعت الأشجار من جذورها، وهددت سلامة الطرق والسكك الحديدية جنوب إنجلترا فضلًا عن ارتفاع الأمواج إلى عشرة أمتار.. "وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون".


ويقول العلماء إن الأرض ما زالت فتية وهذه الظواهر الطبيعية تدل على ذلك.. مثل العواصف والبراكين - فبركان دي كولينا بدولةٌ المكسيك مؤخرًا قذف بالحمم إلى نحو أكثر من كيلومتر ونصف عنان السماء..

أضرت هذه العواصف التي ضربت بريطانيا وفرنسا وإسبانيا بمحاصيل الخضراوات خصوصًا في إنجلترا، وبذلك حدث نقص شديد في بعض الخضراوات كالخس والكوسة. ولأن بلدة مورسيا بإسبانيا أكبر مورد للخس لأوروبا وبالتالي تضرت ضررًا بالغًا من سقوط الثلوج، وعدم القدرة على تصريف المياه في الوقت المناسب، ما أتلف المحصول الزراعي، وأصبح هناك تحديد كميات الخضراوات المباعة..

وعلى ذلك كان هناك النقص الشديد في الكميات المباعة للمستهلك في بريطانيا وجرى الاكتفاء بثلاثة خصات لكل مشتري.. أما الكوسة فليست لها أهمية في بريطانيا فلا يعرف الإنجليز المحشي ولا الطبيخ.

الكوسة في مصر لها وضع خاص لأنها دلالة العدالة الاجتماعية الغائبة، وجرى استخدام الكلمة على مخالفة اللوائح والوسطة والمحاباة في كل شيء وأي شيء، وهذا طبعًا من أسباب الفساد بل هو الأساس.

لا أنكر المحسوبية في أي بلد وفي بريطانيا لكن الأمر في حدود ضيقة جدًا ومجال الشكوى مفتوح، وفعلي ولا يضيع حقًا.. أعرف طالبة بريطانية لم تقبل في كلية الطب لأنها تعليم راقي ومن مستوى عالي، وتم قبول من أقل منها درجات وتعليم ثانوي حكومي ومن منطقة محرومة يعني فقيرة..

إنها العدالة الاجتماعية في أحسن صورها..أولاد الأغنياء تعلموا في مدارس خاصة، ويعيشون في أرقى الأحياء ومستواهم العلمي أعلى وبذلك حصلوا على الدرجات العليا في الامتحانات المؤهلة للجامعات التي كلها حكومية.. لذا يجب البدء في تطبيق العدالة الاجتماعية على عدة سنوات مثلًا لكي نكون خير أجناد الأرض فعلًا، وهذا مع حرية الفكر وإصلاح التعليم من نقلي إلى نقدي وكفانا كوسة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية