قالوا للإخوانى احلف.. قال جالك (الخولى)!
الأستاذ (طارق الخولى) عضو برلمانى لا أعلم إن كان بارزًا أم لا، لكنه في كُل الأحوال يتمتع بالحصانة النيابية، ويشاهد الجلسات من قلب الحدث، ويصرف بدل الانتقال، وبدل التفرُّغ، وربما يحصُل على توقيعات الوزراء لتسليك مصالح أبناء الدائرة الانتخابية مثل باقى مُعظم نواب البرلمان عبر التاريخ، يعيِّن واحدا، يجيب شقة لآخر، يخلَّص جُمرك أو قرض لشركة.. كده يعنى، المُهم أن المُقدمة طالت، والمؤكد أن (الخولى) عضو مجلس نواب وخلاص، بغض النظر عن طريقة استخدامه لتلك العضوية!
(الخولى) كذلك عضو في لجنة بحث حالات المحبوسين، والتي سموها بلجنة العفو باين، وهى لجنة لا تمتلك أية صلاحيات كما أكد (الخولى) بعضمة لسانه، لكنها ترفع الأمور لرئيس الجمهورية للبَت فيها، عن نفسى شايف إنها بالبلدى لجنة ملهاش أي لزوم، لكن هذا الرأى سأحتفظ به بينى وبين نفسى ولن أعلنه قَط؛ نظرًا لاحترامى الشديد للصديقة العزيزة الأستاذة (نشوى الحوفى)، التي تم الزج بها في ذلك الفخ اللجانى من وجهة نظرى المتواضعة!
المُهم أن اللجنة المذكورة شهدت طرح سيادة النائب لمُبادرة أو لرأى أو لفكرة، أو لأى حاجة، عن طريق تأكيده أنه تلقى جوابات ممَن أسماهم بالمحبوسين من الإخوان، والذين أكدوا عبر خطابات سماها بـ"إقرارات التوبة" تبرؤهم من الإخوان، والأخونة، وطالب بمنحهم الفُرصة للحصول على الحُرية، ثم أكد في نفس السياق إدراكه الشديد لألاعيب الإخوان، واستخدامهم لمبدأ التقية، وهو مبدأ باختصار يعنى أن الشخص يكذب لينجو وبعدين يطعن مَن نجَّاه في ظهره، وتتشابه الخطابات وفكرتها مع دعوة (عبد الحليم حافظ) لحبيبته: ابعت لى سلام قول أي كلام من قلبك أو من ورا قلبك.. وطبعًا كُل ده من ورا قلبهم!
تبنى النائب فكرة العفو عن الإخوان بمُجرَّد توقيعهم على إقرارات توبة، وتبرؤهم من إخوانيتهم، يعنى خلاص مبقوش إرهابيين، اللى هو قالوا للحرامى احلف قال جالَك الفرج، وفى هذه قالوا جالك (الخولى)، كما تبنى نفس العضو فكرة العبث بقانون التظاهر، مُطالبًا بسماح مَن يخرق القانون، طيب اشمعنى قانون التظاهر اللى نتسامح مع اللى يخرقه؟ ما نسامح كُل مَن يخرق قانونًا إذن، وبعدين المُشكلة ليست في خرق قانون التظاهر للتظاهر، لكن المُشكلة في أن مَن يخرق قانون التظاهر يخرقه ليُطالب بإلغاء قانون التظاهر، طيب هو إلغاء القوانين المفروض يكون في الشارع واللا في البرلمان؟ ولما يخرج الكلام ده من عضو نيابى، نستنى إيه من تاجر الكُلة، أو متعاطيها، أو مَن قال هاتوا حتَّة منها؟!
المُصيبة أن (الخولى) قال في حلقة العاشرة مساءً بعدما قرر الزميل (الإبراشى) إفساح المجال له لتسميم الرأى العام بأفكاره الوليدة عن إقرارات التوبة، قال إن اللجنة لن تطالب بالعفو عن أي شخص ينتمى لكيان إرهابى، طيب حضرتك الإخوان دى أصلًا أكبر كيان إرهابى في العالم، وهذا أمر رسمى وحُكم قضائى نافذ، إزاى تطلُب العفو عنهم إذن؟ وبعدين إن كان على إقرارات التوبة، فمُمكن المُرشد عين الأفعى، و(الشاطر) رأس الأفعى، و(البلتاجى) بتاع الأفعى وإرهاب سيناء وقتل الجنود، و(مرسي) مؤخرة الأفعى هذا، يكتبولك إقرارات بأنهم لا إخوان ولا بيحترموهم، وبعدين يطلعوا من السجن ويبرطعوا ويخرقوا كُل ما يواجههم!
الأنقح من كُل هذا أن (طارق الخولى) العضو النيابى، والسياسي، والمُتمرِّس في ألاعيب السياسة كما ينبغى على عضو برلمانى، وعضو لجنة العفو، قال بعضمة لسانه -في ذات الحلقة- إن الإرهابيين على منصة رابعة في الاعتصام الإجرامى، والذين هددوا بقتل المُعارضين لهم، وتحويل البلد لبركة دماء، وهو ما حدث عن طريقهم بالفعل بعد ذلك وحتى الآن من قتل لجنود وضباط، قال إن هؤلاء الإرهابيين هم أصحاب المُراجعات السابقة، وأصحاب المُراجعات هُم مَن خرجوا من السجون والمُعتقلات، بعدما أكدوا تخليهم عن فكر الإرهاب وآلياته، طيب إنت بتغنى وترُد على نفسك، إذن ببساطة ففكرة المُراجعات فاشلة، ومَن يروِّج لها ولهم ولإقرارات التوبة، لا يختلف عنهم خالص!
يا سيادة العضو إنت قُلت بعضمة لسانك في البرنامج إن الإخوان خونة، لا يعترفون بوطن ولا دولة، وأنهم يعملون بمبدأ الغاية تُبرر الوسيلة، وأنهم مستعدون للتعاون مع الشواذ والمُلحدين لتحقيق أهدافهم.. طيب مسألتش نفسَك بعد كُل ده، هُما اختاروك إنت ليه بالذات علشان تتوسَّط لخروجهم من السجون؟ وحشة في حقك أوى يا سيادة النائب!