رئيس التحرير
عصام كامل

هل ضربت داعش «إيلات» فعلا ؟!


نقف أمام احتمالات مختلفة بشأن زعم العدو الإسرائيلي مساء أمس أن صواريخ أطلقت من سيناء سقطت فوق مدينة "إيلات" وأن القبة الحديدية (أي شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ التي تحمي دولة العدو) استطاعت إسقاط صاروخين بينما سقط الثالث في إحدى المناطق المفتوحة بالمدينة!


وهنا يبدو الأمر وبعد قليل من التأمل غريبًا ومدهشًا فأولا منظومة القبة الحديدية مخصصة للتصدي للصواريخ بعيدة المدى لاحتمال أي صراع مع إيران أو مع حزب الله لكن تقل قدرتها كثيرًا أن تصدت للصواريخ منخفضة الارتفاع وهنا فنحن أمام احتمالين إما أن الصواريخ أطلقت من منطقة قريبة من إيلات، وبالتالي كان من الصعب التعامل معها أو أنها أطلقت من مكان بعيد عن إيلات وهذا النوع غير موجود مع الجماعات الإرهابية في سيناء!!

الأمر الثاني هو: ما الذي يدفع الجماعات الإرهابية في سيناء إلى ضرب العدو الإسرائيلي؟ هل هي محاولة لكسب أي تعاطف بعد قرب إعلان سحقها في العراق وبعد خسائرها الكبيرة في سوريا؟ أم هي تلفظ أنفاسها الأخيرة بالفعل في سيناء وخصوصًا بعد إعلان المتحدث العسكري ليومين متتاليين عن ضربات موجعة ضدها مصحوبة بأرقام عن القتلى والمصابين والمعتقلين منهم وبما يعني أن الجيش العظيم لم يضرب فقط إنما ضرب واقتحم وحصر الخسائر! أم أنها محاولة من الإرهاب لجر مصر لمشكلات إقليمية؟! أم أن بعض الجماعات أو الأجنحة التي ترفض التقارب الذي جرى بين مصر وحماس الأسابيع الماضية!

على كل حال تظل كل الاحتمالات واردة فربما إسرائيل وراء هذه الأكاذيب لتلفت أنظار العالم لـ "مخاطر" تتعرض لها أو لتشتت أنظار العالم الذي أدان قانون المستعمرات الأخير أو لابتزاز ترامب والحصول سريعًا من إدارته على مكاسب ودعم ومساعدات أو لرغبتها في التدخل في الشأن المصري أو السوري الذي زعمت أن صواريخ انطلقت في الوقت نفسه من الأراضي السورية أو لتشويه صورة الأوضاع في مصر في ظل ترقب لانتعاش سياحي وقرب عودة السياح الروس !!

وهو ما يدعونا لأن ترد مصر بسرعة على المزاعم حتى لو تطلب الأمر طلب مصر سفر وفد أمني لمعاينة الصواريخ وتقديم صور الأقمار الصناعية التي تثبت مزاعم العدو الإسرائيلي سواء من الأقمار الإسرائيلية أو غيرها من التى ترصد المنطقة ليل نهار! أما فكرة قدرة مجموعات إرهابية في سيناء بإطلاق صواريخ كنوع من العداء مع العدو فهي غير واردة على الإطلاق إذ لم يحدث ذلك وظروف هذه الجماعات في سيناء كانت أفضل من ذلك قبل فترة وقبل الضربات الأخيرة بل لم تفعلها أثناء عدوان العدو على غزة ولا ينبغي أن يغيب عن الأذهان ألا أحد يخدم مخططات العدو الإسرائيلي في المنطقة الممتدة من الموصل وإلى الشيخ زويد أكثر من داعش ومن كل هذه الجماعات الإرهابية التي دمرت بلادًا عريقة بكاملها ولكنها تلفظ أنفاسها الأخيرة في سيناء.. وستلفظها!!
الجريدة الرسمية