رئيس التحرير
عصام كامل

حقوق الإنسان بأمريكا «كلام في الهوا».. الولايات المتحدة تشترط دخول أراضيها بـ «الباس ورد».. واشنطن تطلب الكشف عن الحسابات للحصول على التأشيرة.. وخبير أمني: سقوط القناع

فيتو

لا يكاد يمر يوم إلا ويثبت أن حقوق الإنسان التي تتحدث عنها دول الغرب، ما هي إلا مجرد شعارات ترفعها أمام شعوبها في الظاهر، بينما هي في الخفاء تنتهك كل حرمات المواطنين بزعم الحفاظ على الأمن القومي.

الكشف عن الأرقام السرية
وتجلى ذلك مؤخرًا من خلال تصريح وزير الأمن الداخلي للولايات المتحدة جون كيلي، الذي أعلن أن السفارات الأمريكية قد تطلب في المستقبل من المتقدمين للحصول على تأشيرات سفر إلى الولايات المتحدة، الكشف عن كلمات المرور الخاصة بحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تستطيع التحقق من خلفياتهم.

وبحسب موقع فرانس برس، أوضح كيلي أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود لتشديد التدقيق على الزوار، والكشف عن الأشخاص الذين يمكن أن يمثلوا تهديدا أمنيا، ويعتبر هذا الإجراء واحدًا من الأمور التي لا تزال قيد البحث، خاصة للمسافرين من البلدان الإسلامية السبعة التي فرض عليها الرئيس الأمريكي حظرًا، وهي دول تعاني من ضعف في التحري عن بيانات مواطنيها وخلفياتهم.

قناع حقوق الإنسان
من جانبه، أكد اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، أن الولايات المتحدة الأمريكية بهذا القرار، تكون خلعت آخر قناع للشعارات التي ظلت ترددها طويلا، حول حقوق الإنسان لدى الدول المختلفة.

وأضاف الخبير الأمني، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الأمر عندما يتعلق بالأمن الداخلي لأمريكا، فلا تأخذ في اعتبارها مسائل حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن ذلك الإجراء يعبر عن تخوف الولايات المتحدة من قدوم شخصيات تعتنق أفكارا إرهابية إليها، فتحاول البحث داخل حساباته على مواقع التواصل عن أي تدوينة، توفر من خلالها معلومات حول الشخص الراغب في الحصول على التأشيرة.

ولفت «نور الدين» إلى أن الولايات المتحدة لطالما «صدعت رؤوسنا» بحديثها عن ضرورة احترام حقوق الإنسان في مصر، وهاجمتنا لمحاسبة أعضاء الكيانات التي وصفها بـ«المخربة».

المعاملة بالمثل
على جانب آخر، يرى شحاتة محمد شحاتة، مدير المركز العربي للنزاهة والشفافي، أن لكل دولة الحق في اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية أمنها القومي، مشيرا إلى أنه في حال تطبيق القرار، من المتوقع أن تواجه مصر بالمثل، فالدبلوماسية المصرية لها مدرسة معروفة على مستوى العالم.

وأضاف «شحاتة»، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الولايات المتحدة من أكثر الدول التي ترفع شعارات حقوق الإنسان على المستوى الدولي، ولكنها لا تطبقها في أمورها الداخلية، موضحا أن أبسط مثال على ازدواجية المعايير الغربية، اتجاه الدول الأوروبية إلى رفض وجود اللاجئين، مما يعتبر إهدارا لحقوق الإنسان.

قيم الولايات المتحدة
وأشار إلى أن الدول الغربية لديها هاجس يتعلق باعتبار أنه كلما توسعت في إجراءات حماية الأمن الداخلي، تتأثر حقوق الإنسان، مشيدًا ببعض القيم الموجودة لدى الولايات المتحدة، والتي تجلت خلال اعتراض المحكمة الأمريكية على منع دخول مواطني 7 دول إسلامية للبلاد.
الجريدة الرسمية