رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حكايات أوجعت قلوب المصريين لضحايا «أتوبيس نويبع».. «تهاني» تفقد أبناءها الثلاثة وتبحث عن جثة أحدهم.. «هند» تروي لحظات الموت.. ووالدة الأشقاء الأربعة «حسبي

فيتو

أسبوع مر على لحظة الإنطلاق، يوم أن أنطلق الاتوبيس من الإسكندرية في طريقه إلى مدينة دهب، يستقله مجموعة من الشباب الذين قرروا الخروج من الأعباء الحياتية من خلال رحلة يتمتعون فيها بروعة بلادهم وبطقسها المشمس في «دهب» و«نويبع».


لم تكتمل الرحلة، انقلب الاتوبيس وخلف وراءه الكثير من الضحايا الشباب الذين لم يكملوا الـ25 بعد، أهاليهم رووا قصص كثيرة حول تفاصيل الحدث ما دفع نشطاء التواصل الاجتماعي إلى وصف تلك القصص بـ«وجع القلب».

تهاني وأولادها
لم تصدق تهاني محمد أنها فقدت 3 من أبنائها في تلك الرحلة التي أطلق عليها إعلاميا «أتوبيس نويبع»، زاد الأمر حزنًا إنها حتى الآن تبحث عن جثة أحد أبنائها.

السيدة التي لم تفق حتى الآن من الصدمة كشفت أنها لم تعثر على جثة ابنتها الطالبة في كلية الفنون الجميلة.

وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء»، تقديم الإعلامي وائل الإبراشي، المذاع على فضائية «دريم»: «أبنائي شاركوا في الرحلة التي نظمتها كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية؛ ولذلك تم موافقتي على ذلك كنوع من تغيير الجو».

وتابعت: «المصابون أخبروني أن السائق قال لهم إن الأتوبيس بدون فرامل وطلب منهم التمسك في الكراسي وترديد الشهادة، ما تسبب في وفاة البعض من الفزع والبعض الآخر من آثار انقلاب الأتوبيس مرتين».



هند وأخواتها 
لم تكن المأساة هينة حين روتها «هند» أحد من نجوا من الحادثة والتي كشفت أن السائق تكلم بجوارها في الهاتف ليخبر أحد الأشخاص أنه يسير بدون «فرامل» موضحة أنها كانت تجلس بجواره لكن إحدى زميلاتها طلبت الجلوس مكانها فوافقت، وهو ما نجاها من الموت.

وتضيف «هند» في تصريحات صحفية أنها فوجئت بارتطامها في الأرض وكان الفضل بعد الله لأهالي نويبع الذين سارعوا لمحيط الحادث لنجدة أي فرد. 

الأشقاء الأربعة 
خالد وولاء وسالي وعامر، أربعة أشقاء قرروا أن يخرجوا للتنزه والاستمتاع بإجازة نصف العام الدراسي، بعد عناء ومشقة الدراسة، والمذاكرة، ووافقت الأم على الرحلة، لإدخال الفرحة والبهجة على قلوب أبنائها الأربعة، ودفعت الأسرة ما يقرب من 4 آلاف جنيه للاشتراك بالرحلة، واستعد الأشقاء الأربعة للانطلاق في الرحلة، واجتمعوا ليتفرقوا، ثلاثة توفوا والرابع بين الحياة والموت.

صدمة
«لو ملكوني الدنيا بأسرها ما عوضوني عن فراق فلذات أكبادي، أحبابي أولادي عرايس الجنة، شهداء عند ربهم، بس بطلب من ربنا يشفي ابني عامر، خايفة اتحرم من كلمة ماما، أنا زوجي توفي منذ عامين وأولادي لم يتحملوا الصدمة، لكن الحمد لله، صبرت وجاهدت وتحملت أعباء الحياة وحدي، وربيت أولادي أحسن تربية.. أولادي زي الورد، ربنا يرحمهم».. بهذه الكلمات بدأت والدة ضحايا حادثة نويبع وأبناء مدينة الإسكندرية، كلامها، وبقلب راضٍ ونفس مطمئنة.

تحدثت السيدة لـ«فيتو» قائلةً: «أولادي همَ زهور الجنة، واحتسبتهم عند الله من الشهداء، وسبب صبري وتماسكي إني عارفة إنهم من الشهداء، وفي الجنة إن شاء الله».

أتوبيس الرحلة 
وأضافت: «حسبي الله ونعم الوكيل، في المسئول عن كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، وشركة السياحة التي وافقت على خروج أتوبيس غير آمن بدون فرامل وغير مؤهل للسفر نهائيًا».

كلية الصيدلة 
وأكدت والدة الأشقاء الثلاثة المتوفين بحادث نويبع، أن الرحلة تابعة لكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، مطالبة بالتحقيق مع المسئولين بها.

وقالت الأم المتماسكة والصابرة رغم مصابها الجلل: «ابني عامر الحمد لله كويس ربنا يتمم شفاه على خير، مشكلته الوحيدة، إنه كل شويه بيسأل على إخواته الثلاثة، خالد وسالي وولاء، وهو مصاب بكدمات متفرقة في جسمه، وتجمع دموي في رأسه وكسور، وما يعرفش أن إخواته الثلاثة توفوا، وأنا مش عارفة أرد عليه إزاي، مش قادرة أقوله إنك مش هتشوف إخواتك تاني».

واستطردت الأم المؤمنة بقضاء ربها: «أملي الوحيد، أن المأساة اللى حصلت ما تتكررش مع أي أم تاني، أنا أولادي الثلاثة ماتوا وادفنوا قدام عيني بسبب الإهمال، وأخشى أن تتكرر المأساة مرة ثانية لأي أم، لأن المصيبة كبيرة».

سبب الحادث
ووجهت الأم رسالة إلى صاحب شركة السياحة التي وافقت على خروج الأتوبيس المتهالك إلى رحلة شرم الشيخ، قائلة: «إزاي شركة السياحة تقبل أن يكون عندها أتوبيس بالمنظر ده، فين ضميرك يا مدير الشركة، يا ترى ارتحت لما اخدت فلوس كتير في جيبك، وارتحت لما شوفت أولادي الثلاثة ماتوا وابني الرابع بين الحياة والموت، حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي أمثالك.. وإزاي المرور يوافق على خروج أتوبيس بالشكل ده».

واستنكرت الأم، ما رأته بعينيها من إهمال في المستشفى الذي استقبل أبناءها، قائلة: «ابني خالد لم يمت من الإصابة بل من الخوف، لو كانت المستشفى لحقه بحقنة، كان زمانه عايش معايا، أنا شوفت خالد ابني، ابني مات من الإهمال أنا متأكدة».


الجريدة الرسمية