رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تفاصيل مخطط «ربط سيناء» بباقي المدن.. القوات المسلحة تنفذ مشروعات أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد.. 300 ألف مهندس وعامل ينفذون الأنفاق.. تهيئة المنطقة للمستثمرين.. والعمال: نعمل لتحيا مص

فيتو

تقود الهيئة الهندسية للقوات المسلحة معركة التنمية والتعمير الحقيقية لربط سيناء بباقي المدن من خلال عدة مشروعات قومية أهمها مشروعي "أنفاق شمال الإسماعيلية وجنوب بورسعيد " التي تهدف لتهيئة البيئة المناسبة للاستثمارات المستقبلية المنتظرة خلال الفترة المقبلة.


بنية تحتية
كما تسعى إلى إقامة بنية تحتية قادرة على تلبية احتياجات الوطن ورفع المعاناة عن أهالي محافظات القناة في الانتقال من الغرب إلى الشرق، وكذلك أبناء سيناء الذين عانوا كثيرا على مدار السنوات الطويلة الماضية نظرًا لعدم وجود أفكار حقيقية ومشروعات طموحة لربط أرض الفيروز بباقي مدن ومحافظات الجمهورية

300 ألف مهندس
يعمل بالمشروعات 300 ألف مهندس وفني وعامل في مشروع أنفاق مدينة الإسماعيلية، مجددين العهد للشعب المصري بأنهم سيظلون يعملون ليلًا ونهارًا، من أجل الانتهاء من ملحمة العبور، لتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف العبء عن المواطنين في التنقل من وإلى سيناء، بالإضافة إلى ربط سيناء بالوادي.

أنفاق السيارات
ومشروعات أنفاق السيارات التي تتم في محافظة الإسماعيلية وبورسعيد؛ تأتي في إطار عملية التنمية الشاملة للدولة المصرية، وفي إطار تنمية محور قناة السويس أيضا، وهناك ماكينتا حفر تعمل في مشروع أنفاق الإسماعيلية؛ وهي «ملكية مصرية وغير مستأجرة» كما توجد ماكينتان أخريين تعملان في أنفاق بورسعيد وهما أيضا ملكية مصرية خالصة.

«فيتو» تجولت بالمشروع العملاق، تحدثنا مع المسئولين والمهندسين والفنيين والعمال، الذين لديهم الإصرار والإرادة الحقيقية في تنفيذ المشروع في أسرع وقت وطبقا للمواصفات العالمية، «سرنا» 3000 متر ذهابًا وإيابًا داخل النفق الجنوبي، و«سرنا» 2000 متر في النفق الشمالي ذهبًا وإيابًا، رصدنا فيهما كل تفصيلة في عملية إنشاء المشروع، لكي يتم عرضها على المصريين ونقل صورة حية من على أرض المشروع العملاق.

عملية الإنشاء
تشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على عملية إنشاء أنفاق محافظة الإسماعيلية، وذلك بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، حيث تتولى شركة «بتروجت» عملية إنشاء النفق الجنوبي، وتتولى شركة «كونكور» عملية إنشاء النفق الشمالي، بحجم عمالة يبلغ 3000 آلاف استشاري ومهندس وفني وعامل، وذلك تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

ومشروع أنفاق شمال الإسماعيلية، يتكون من ثلاثة أنفاق، نفقين للسيارات وآخر للسكة الحديد، والأنفاق الثلاثة تمر أسفل قناة السويس بمنطقة شمال الإسماعيلية، ويربط نفقي السيارات الطريق الدائري بالإسماعيلية، وطريق "الإسماعيلية – بورسعيد" في الغرب بطريق رأس سدر، من خلال سطحية وتقاطعات حرة عن طريق كباري علوية.

عمليات الإخلاء
والنفقان يتم ربطهما بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة، التي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ وكل نفق يخدم اتجاها مروريا واحدا، ويحتوي على حارتين، ويتم تهوية النفق عن طريق مجموعة من البيارات، التي تستخدم أيضا في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ، ومشروعات الأنفاق الجاري إنشاؤها بالإسماعيلية، تعد الأكبر على مستوى العالم.

أنفاق الإسماعيلية

يبلغ قطر النفق الخارجي 12.6 مترا، ويبلغ قطر النفق الداخلي 11.40 مترا، كما أن طول النفق الواحد يبلغ 4830 مترا، ويصل إلى 6830 مترا بالمداخل والمخارج، كما أن المسافة بين النفقين «الشمالي والجنوبي»، تبلغ 12 مترا، كما أن هناك ممرات طوارئ للأفراد كل 500 متر بطول النفق بواقع 10 ممرات طوارئ، كما أن أقصى عمق للنفق يبلغ 45 مترا أسفل قناة السويس.

كما يبلغ أقصى ارتفاع لدخول النفق يبلغ 5.5 أمتار، كما أنه سيكون هناك بوابات إلكترونية على أحدث مستوى عالمي، قبل الدخول النفق لتفتيش السيارات، كما أن القدرة الاستيعابية لعبور السيارات للنفق تبلغ 50 ألف سيارة في اليوم، بواقع 100 ألف سيارة في النفقين «الشمالي والجنوبي».

كما أنه روعي في عملية إنشاء النفق أن يحتوي على أحدث منظومة لإطفاء الحرائق على مستوى العالم، حيث سيتم السيطرة على أي عملية حريق قد تنشُب خلال 3 دقائق فقط، وسيتم إخمادها ذاتيا، وتبلغ الحارة الواجدة داخل النفق 3.65 أمتار، بواقع حارتين.

والنفق الجنوبي سيكون من الإسماعيلية إلى سيناء مرورا بقناتي قناة السويس «القديمة والجديدة»، كما أن النفق الشمالي سيكون من سيناء إلى الإسماعيلية مرورا أيضا أسفل القناتين «القديمة والجديدة»، وقد روعي أثناء عملية الإنشاء والتنفيذ التوسعات المستقبلية لقناة السويس.

ماكينة الحفر
ماكينة الحفر ذات أوزان ضخمة للغاية، وقد تم تجميعها على مرحلتين؛ الأولى تمت خارج النفق بأيادي عمال ومهندسين مصريين بإشراف الشركة الألمانية المصنعة للماكينة، والمرحلة الثانية تم تجميعها مع بداية مسار النفق، ويبلغ عدد العاملين داخل الماكينة 25 متخصصا، يقومون بورديات كل 12 ساعة.

وأصعب وأخطر مكان في الأنفاق الجديدة هو المنطقة التي تمر بها في قناة السويس، سواء كانت القناة القديمة أو الجديدة، التي يصل طولها إلى 24 مترا، والمسافة بين النفق وبين قاع قناة السويس 16 مترا، وهذا السمك تم حسابه وفقا لمعايير هندسية دقيقة.

وتجارب حفر الأنفاق في العالم تشير إلى أنه لم يتم إنشاء نفق بهذا الحجم في توقيت لا يقل عن 5 سنوات تقريبا، وقد تم إنشاء مصنع الحلقات الخرسانية الذي تم إنشاؤه بجوار منطقة أنفاق الإسماعيلية لعمل الحلقات اللازمة لجسم النفق، بدلا من نقلها من أماكن تصنيعها وتضييع الوقت بدون داع.

أهمية الأنفاق
والأهمية الرئيسية للأنفاق التي تنفذ الآن، هي رفع المعاناة عن المواطنين، وذلك بسبب انتظارهم وانتظار السيارات بأنواعها المختلفة، عند المعديات ونفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس؛ سواء كانت تلك السيارات محملة بضائع أو ركاب، بالإضافة إلى المساهمة في عملية التنمية الشاملة التي تسعى إليها القيادة السياسية والحكومة، لتوفير حياة كريمة للمواطنين.

وبعد الانتهاء من تلك الأنفاق؛ سيعود ذلك بأثر كبير على المواطن؛ من خلال المساهمة في تخفيض وقت رحلة عبور البضائع والشاحنات، ما سيساهم في تقليل الأموال الخاصة بعملية النقل والشحن والتفريغ والوقت، كما أن الأنفاق ستساعد في ربط سيناء بجميع محافظات الجمهورية ليستطيع المواطن الوصول من القاهرة إلى سيناء خلال مدة لا تتجاوز الساعتين.

ربط الأنفاق بشبكة الطرق
ومشروعات الأنفاق التي تتم في محافظات القناة الثلاثة، ومن ضمنها الإسماعيلية، سيتم ربطها بالشبكة القومية للطرق، والشبكة القومية للسكك الحديدية، وقد تم بناؤها وفق دراسات إستراتيجية، ولم يتم بناء الأنفاق بطرق عشوائية، أو في أي مكان.

والعائد المتوقع للمشروع لا يمكن تخيله سواء كان عائدا ماديا أو عائدا معنويا، كما ستسهم تلك الأنفاق في ربط كامل سيناء بمحافظات الجمهورية، ما سيسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة بسيناء بمشروعات زراعية وصناعية ومعدنية لخدمة أهالي سيناء، وانطلاقا من قاعدة وإستراتيجية الأمن القومي، التي تتطلب ربط سيناء بالوطن الأم.

استيعاب الخبرة
وقد تم إرسال عدد من المهندسين المصريين من الشركات المدنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى ألمانيا؛ من أجل التمرين على تشغيل وصيانة ماكينات الحفر؛ وقاموا بممارسة مهام عملهم فور عودتهم وسط إشادة كبيرة من الجانب الألماني في سرعة استيعاب المصريين لتكنولوجيا حفر الأنفاق.

مصنع الخرسانات للأنفاق
وقد تم تجهيز مصنع لإعداد وتجهيز الخرسانات الجاهزة؛ وقطع «سيجمنت»؛ التي تستخدم في إنشاء «النفق الأسطواني»، أسفل المجرى المحلي لقناة السويس، وتم بالفعل إنتاج هذه القطع، ويتم الآن تجميعها وتشوينها في مخازن مكشوفة بالقرب من مسار فتحة النفق، حتى تكون قريبة من ماكينة الحفر.

والأسمنت المستخدم في تجهيز الخرسانات، من نوع الأسمنت المقاوم لكل العوامل الخارجية، التي قد تطرأ على التربة، سواء من مياه جوفية أو تسريبات من مياه المجرى الملاحي، والأسمنت الخاص بالمشروع، يتم تصنيعه في المصانع المصرية، بمنطقة سيناء والوادي، ويتم توريدها للمشروع بأسعار خاصة.

كما يتم دعم هذه القطع بحديد تسليح ذو كفاءة عالية و«تخانات» عالية، ما يجعلها قادرة على تحمل ضغط التربة والأحمال الثقيلة، وضغط مياه قناة السويس التي يكمن أسفله، ومصنع الخرسانة مزود بخطى إنتاج قادر على إنتاج أكثر من 80 حلقة خرسانية يوميا بما يعادل 30 مترا طوليا.

العمال يتحدثون
التقت "فيتو" عددا من العمال والفنيين الذين يعملون بالمشروع، حيث قال «محمد أبو بكر» عامل تركيبات: إنه يعمل في المشروع منذ أشهر عدة، وأن تخصصه «عامل تركيبات»، مؤكدا فخره بالعمل في المشروع الذي سيعمل على المساهمة في عملية التنمية في سيناء ومدن القناة.

فيما أكد «محمد حسان إبراهيم»، ويعمل «مشرف لحامين» بالمشروع، أن الذي يعمل بالمشروع هم المهندسين والفنيين والعمال المصريين، ويعملون ليلا ونهارا على مدار أربع وعشرين ساعة لسرعة تنفيذ المشروع، واصفا مشروع أنفاق الإسماعيلية بالمشروع القومي الذي سينقل مصر نحو المستقبل.

أوضاع العاملين
وفي ذات السياق، قال «على محمد ربيع»، والذي يعمل «براد تركيبات»: إنه يعمل في المشروع منذ فترة كبيرة، وأن الشركة التي تشرف على تنفيذ النفق قامت بتوفير أماكن للعاملين بجوار المشروع، لكي يكونوا قريبين من موقع العمل، بالإضافة إلى توافر الخدمات الطبية والإدارية واللوجستية للعاملين بالمشروع داخل المشروع.

وذكر «ربيع سعد محمد»، والذي يعمل «براد»، أن مشروعات الأنفاق التي تتم حاليا هي مشاريع عملاقة تساهم في عملية التنمية التي تسعى إليها القيادة السياسية، مؤكدا أن الجميع يعمل وفق فريق واحد وعلى قلب رجل واحد، مشددا على أنه إذا ظهرت أي معوقات في المشروع يتم التعامل الفوري معها، مختتما كلامه: «الجميع يعمل لكي تحيا مصر».
الجريدة الرسمية