من نهائي أفريقيا.. إلى السوبر المصري
كان حلمنا جميعًا أن يفوز منتخب مصر وأن يحتفظ بالكأس للمرة الثامنة في تاريخه، لكن هذه هي كرة القدم فائز وخاسر.
إن هذه النتيجة لم تكن بالمفاجئة؛ فخروج مصر من الدور الأول في البطولة كان متوقعًا وبشدة، لكن روح الإصرار والعزيمة التي يمتلكها المصريون تتغلب على الصعاب، ويصمد هذا الجيل الصاعد من اللاعبين أمام منتخبات قوية، ويستطيع بفضل تلك الروح الوصول إلى المباراة النهائية، كما رأينا توحد المصريين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم خلف منتخبهم المصري وكفى بهذا مكسبًا وغنيمة.
إن نجاحنا يكمن في بناء منتخب قوي سيستمر بإذن الله وسيكون له أثر كبير في الكرة الأفريقية والعالمية في قابل الأيام، ورغم النتيجة التي حققها منتخبنا في هذه البطولة فإني أراها مرضية للغاية، ولا أرى أي داعٍ للحزن أو النقد اللاذع، كل ما نحتاج إليه أن نلتفت إلى أخطائنا ونعالجها بطريقة سليمة حتى نتمكن بإذن الله من التأهل إلى كأس العالم بروسيا 2018.
ويأتينا بعد انتهاء بطولة الأمم الأفريقية حدث مهم لكل المصريين هو كأس السوبر المصري بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك؛ والذي سيقام بالإمارات بعد غد الجمعة، والتساؤل المحزن هنا هو: إلى متى يقام هذا السوبر في دولة أخرى غير مصر؟ هل نحن عاجزون عن تنظيم حدث بمثل هذا الحجم، أم أن الشركة الراعية لهذه المباراة لها أهداف تسويقية أخرى، أو ربما عدم رجوع الجماهير للمدرجات هو السبب الرئيسى في هذا الموضوع.
إنني أستغرب وبشدة أن تسافر الجماهير من القاهرة إلى الإمارات للتشجيع ومشاهدة المباراة وتنشيط السياحة هناك، بينما أرى أن مصر أولى بكل دولار يتم صرفه في دولة أخرى، هل نحن واعون تماما بما نفعل؟ أم أنها مصالح أفراد تطغى على مصلحة مصر؟!
في النهاية أقولها بكل وضوح: إذا لم نجعل مصلحة مصر أولا فسنظل في تراجع ولن نتقدم خطوة إلى الأمام، وكما دافع لاعبو مصر عن اسمها في البطولة الأفريقية، كان يجب على رؤساء الأندية -الذين يسعون إلى المكسب المادي فقط دون أن يدركوا أنهم بذلك يدمرون اسم مصر- أن يتكاتفوا ليكون هذا الحدث داخل مصر ولتستفيد منه مصر اقتصاديًا.