رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «فيتو» في منزل الأم المكلومة بحادث نويبع.. والدة الأشقاء الثلاثة المتوفين بالواقعة: الإهمال حصد أرواحهم.. خالد مات من الخوف.. و«خايفة اتحرم من كلمة ماما»

فيتو

خالد وولاء وسالي وعامر، أربعة أشقاء قرروا أن يخرجوا للتنزه والاستمتاع بإجازة نصف العام الدراسي، بعد عناء ومشقة الدراسة، والمذاكرة، ووافقت الأم على الرحلة، لإدخال الفرحة والبهجة على قلوب أبنائها الأربعة، ودفعت الأسرة ما يقرب من 4 آلاف جنيه للاشتراك بالرحلة، واستعد الأشقاء الأربعة للانطلاق في الرحلة، واجتمعوا ليتفرقوا، ثلاثة توفوا والرابع بين الحياة والموت.


صدمة
«لو ملكوني الدنيا بأسرها ما عوضوني عن فراق فلذات أكبادي، أحبابي أولادي عرايس الجنة، شهداء عند ربهم، بس بطلب من ربنا يشفي ابني عامر، خايفة اتحرم من كلمة ماما، أنا زوجي توفى منذ عامين وأولادي لم يتحملوا الصدمة، لكن الحمد لله، صبرت وجاهدت وتحملت أعباء الحياة وحدي، وربيت أولادي أحسن تربية.. أولادي زي الورد، ربنا يرحمهم».. بهذه الكلمات بدأت والدة ضحايا حادثة نويبع وأبناء مدينة الإسكندرية، كلامها، وبقلب راضٍ ونفس مطمئنة.

تحدثت السيدة لـ«فيتو» قائلةً: «أولادي همَ زهور الجنة، واحتسبتهم عند الله من الشهداء، وسبب صبري وتماسكي إني عارفة إنهم من الشهداء، وفي الجنة إن شاء الله».

أتوبيس الرحلة
وأضافت: «حسبي الله ونعم الوكيل، في المسئول عن كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، وشركة السياحة التي وافقت على خروج أتوبيس غير آمن بدون فرامل وغير مؤهل للسفر نهائيًا».

وعن بداية وقوع الحادث قالت: «بدأ بخروج دخان من أحد أركان الأتوبيس، غير معلوم مصدره، فأبلغ الطلبة المشاركون في الرحلة السائق لكنه لم يبال بالأمر، قائلا: توكلوا على الله، وأكمل السفر، وفي أثناء السير بالأتوبيس إلى منطقة رأس شيطان، قال للطلبة، اتشهدوا يا جماعة على أرواحكم، أنا مش قادر اتحكم في الفرامل، وبعدها وقع الحادثة».

وتابعت: «لو كان السائق تركهم في الصحراء أفضل من إن يغامر بحياة عشرات الشباب، ويمشى بأتوبيس متهالك ومتآكل لا يصلح».

كلية الصيدلة
وأكدت والدة الأشقاء الثلاثة المتوفين بحادث نويبع، أن الرحلة تابعة لكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، مطالبة بالتحقيق مع المسئولين بها.

وقالت الأم المتماسكة والصابرة رغم مصابها الجلل: «ابني عامر الحمد لله كويس ربنا يتمم شفاه على خير، مشكلته الوحيدة، إنه كل شويه بيسأل على إخواته الثلاثة، خالد وسالي وولاء، وهو مصاب بكدمات متفرقة في جسمه، وتجمع دموي في رأسه وكسور، وما يعرفش أن إخواته الثلاثة توفوا، وأنا مش عارفة أرد عليه إزاي، مش قادرة أقوله إنك مش هتشوف إخواتك تاني».

واستطردت الأم المؤمنة بقضاء ربها: «أملي الوحيد، أن المأساة اللى حصلت ما تتكررش مع أي أم تاني، أنا أولادي الثلاثة ماتوا وادفنوا قدام عيني بسبب الإهمال، وأخشى أن تتكرر المأساة مرة ثانية لأي أم، لأن المصيبة كبيرة».

سبب الحادث
ووجهت الأم رسالة إلى صاحب شركة السياحة التي وافقت على خروج الأتوبيس المتهالك إلى رحلة شرم الشيخ، قائلة: «إزاي شركة السياحة تقبل أن يكون عندها أتوبيس بالمنظر ده، فين ضميرك يا مدير الشركة، يا ترى ارتحت لما اخدت فلوس كتير في جيبك، وارتحت لما شوفت أولادي الثلاثة ماتوا وابني الرابع بين الحياة والموت، حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي أمثالك.. وإزاي المرور يوافق على خروج أتوبيس بالشكل ده».

واستنكرت الأم، ما رأته بعينيها من إهمال في المستشفى الذي استقبل أبناءها، قائلة: «ابني خالد لم يمت من الإصابة بل من الخوف، لو كانت المستشفى لحقه بحقنة، كان زمانه عايش معايا، أنا شوفت خالد ابني، ابني مات من الإهمال أنا متأكدة».

وأكملت كلامه قائلةً: «المأساة اللي أنا بعيشها بتعكس، الإهمال القائم والمستشرى في كل مفاصل الدولة، بداية من المستشفيات، والطرق والمرور، وشركات السياحة، والكلية المنظمة للرحلة، والتي تنصلت من مسئوليتها تجاه الحادث، إزاي طريق زس طريق شرم الشيخ يكون مفيهوش ولا لمبة إضاءة نهائيا، أولادي ماتوا بسبب الإهمال».

وأردفت: «وبالنسبة لطرق شرم الشيخ، الطريق زي التعبان، والطريق طريق موت، وموت اولادي اشترك فيه أكثر من جهة تنفيذية، وأكثر من مسئول، وأكثر من شخص».

وقالت الأم: «أنا لا أرغب نهائيًا في أي تعويض ولا أحتاج إلى أي مواساة، ولا أحتاج إلى أي شيء، الحمد لله أنا قلبي راضي بقضاء ربنا، ونفسي مطمئنة بما قدره الله لي ولأولادي، لكن كل ما أطلبه هو محاسبة المسئولين المقصرين عن تلك الحادثة البشعة، وفتح التحقيقات مع كل من شارك وكل من أهمل، في وقوع مثل هذه المأساة».

واختتمت الأم حديثها قائلةً: «لازم يا مصر تاخدي بالك من أولادك، وشعبك، الأرواح غالية، ليه بيحصل كده، الحمد لله والبقاء لله وحده».
الجريدة الرسمية