أبرز وقائع الاعتداء على الحرم المكي.. شاب يحاول إشعال النيران في ستائره.. «المهدي المنتظر» يخدع المصلين ويحاصر«البيت».. «القرامطة» يستولون على الحجر الأسود.. والرغبة في ق
تعرض الحرم المكي لسلسلة من الاعتداءات، منذ عصر الجاهلية حتى الوقت الحالي، لكنه وقف شامخا، يتحدى كل جاهل يعبث بأرضه المباركة، حاملا رسالة للعالم أجمع بأن «للبيت ربُ يحميه».
حرق الكعبة
في واقعة أثارت اشمئزاز وغضب الجميع، حاول شاب مجهول الهوية، إشعال النار بجوار الكعبة المشرفة، بعد أن أفرغ محتوى عبوة مياه مملوءة بمادة سريعة الاشتعال، على جسمه بقصد إيذاء نفسه، بجوار الحرم المكي وإشعال النار به، وألقي القبض عليه واقتياده بسرعة إلى خارج الحرم.
المهدي المنتظر
للحرم المكي العتيق تاريخ من الاعتداءات على مدار عدة عصور، ففي عام 1980، وتحديدًا في غرة شهر المحرم عام 1400 هجريًا، تحولت أرض الحرم الشريف لبرك من الدماء، بعد أن نجح «جهيمان العتيبي» وأنصاره في خداع الناس، بحمل نعوش للصلاة عليها صلاة الجنازة، ولكن وفي الحقيقة كانت النعوش محملة بالسلاح والذخائر والأطعمة.
وبعد أن نجح «العتيبي» في دخول المسجد، ادعى أنه المهدي المنتظر وطالب الناس بمبايعته، وظل متحصنًا بالمسجد الحرام، وبعد أسبوعين من الحصار تم اقتحام الحرم والقبض على جهيمان وأتباعه، وتسبب الحادث في سفك الدماء داخل الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن والكثير من المسلحين المتحصنين داخل الحرم.
القرامطة
ولا يمكن أن ينسى التاريخ ما فعله «القرامطة» بقيادة أبي سعيد الجنابي، عام 929 ميلاديا بالحرم المكي، وسفك دماء المصلين به، بعد أن عمى الجهل أعينهم، وذبحوا في يوم واحد 31 ألف حاج من الرجال والنساء والأطفال أثناء طوافهم، كما سرقوا ستار الكعبة وحجرها الأسود، وظل الحجر الأسود معهم ما يزيد على عقدين من الزمان.
فيما هدد الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي أبو طاهر القرمطي، وطالبه بضرورة إرجاع الحجر الأسود إلى مكانه، ووضع ستار الكعبة عليها وإلا حاربهم حربًا لا هوادة فيها، فما كان من القرامطة إلا أن استجابوا للتهديد، وأعادوا الحجر الأسود ليعود موسم الحج بعد تعطيله 22 عاما.
عبد الملك بن مروان
الطمع في توحيد صفوف المسلمين، وجمعهم تحت إمرته، هدف سعى إليه عبد الملك بن مروان، فكان سببا في الاعتداء على الكعبة عام 692 ميلاديا، بعدما أمر الحجاج بن يوسف الثقفي بالسير إلى مكة، وقتل عبد الله بن الزبير الذي كان يحارب الأمويين؛ وتحصن ابن الزبير في المسجد الحرام، فما كان من الحجاج إلا الزحف إلى مكة في موسم الحج ونصب المـجانيق حولها ورماها بالمجانيق حتي أخذت أحجار الكعبة المشرفة تتساقط.
حينها اضطر عبد الله بن الزبير إلى الخروج من الحرم للدفاع عنه مع جماعة من أتباعه حتى قتل أتباعه جميعهم وانتهى الأمر بقتل عبد الله بن الزبير وصلبه، وبعد أن سيطر الحجاج على مكة أعاد ترميم الكعبة والبيت الحرام من جديد.
اعتداء الكندي
لم تكن تلك المرة الأولى والأخيرة التي تم فيها الاعتداء على الكعبة، بهدف قتل عبد الله بن الزبير، فقد سبقها عام 683 ميلاديا، تحديدًا في عهد يزيد بن معاوية قاتل الإمام الحسين عليه السلام، بعدما أمر قائد جيوشه «الحصين بن النمير الكندي» بقتل ابن الزبير، الذي ثار لقتل الإمام الحسين، وقذف جيش معاوية الكعبة المشرفة بالمجانيق ليحاولوا قتل ابن الزبير، وأضرمت النيران في ستائر البيت الحرام بعد أن تطاير بعض الشرر من النار إليها، ليعيد ابن الزبير بناءها، مضيفًا إليها ستة أذرع، وجعل لها بابين وأدخل فيها الحجر الأسود.
«اعتداء أبرهة»
اعتداء الكندي
لم تكن تلك المرة الأولى والأخيرة التي تم فيها الاعتداء على الكعبة، بهدف قتل عبد الله بن الزبير، فقد سبقها عام 683 ميلاديا، تحديدًا في عهد يزيد بن معاوية قاتل الإمام الحسين عليه السلام، بعدما أمر قائد جيوشه «الحصين بن النمير الكندي» بقتل ابن الزبير، الذي ثار لقتل الإمام الحسين، وقذف جيش معاوية الكعبة المشرفة بالمجانيق ليحاولوا قتل ابن الزبير، وأضرمت النيران في ستائر البيت الحرام بعد أن تطاير بعض الشرر من النار إليها، ليعيد ابن الزبير بناءها، مضيفًا إليها ستة أذرع، وجعل لها بابين وأدخل فيها الحجر الأسود.
«اعتداء أبرهة»
تلك الواقعة وثقها القرآن الكريم في «عام الفيل» سنة 570 ميلادية، بمحاولة أبرهة الحبشي ملك الحبشة أن يهدم الكعبة المشرفة، بعد أن فشل في أن يجذب الناس إلى كعبته التي بناها في اليمن، فأرسل جيشًا جرارًا تتقدمه الفيلة لكي يهدموا الكعبة، وعندما وصل جيش أبرهة إلى مكة، رفضت الفيلة أن تتقدم ولو خطوةً واحدةً، وعلى رأسهم كبير الفيلة الذي رفض التقدم نحو الكعبة ووقف بلا حركة، وإذا وجهوه نحو اليمين يمشي مسرعًا، حتى أرسل الله سبحانه وتعالى طيورًا غطت السماء من كثرتها، وكل طائر يحمل حجرًا من نار قذفوا به جيش أبرهة.
وعن ذلك قال الله تعالى في كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ *أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ *وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ *تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ).