توفيق الحكيم: أنا أكره كرة القدم
في حوار أجراه مأمون غريب في مجلة آخر ساعة عام 1984 مع الأديب توفيق الحكيم حول رأيه في مباريات كرة القدم قال فيه:
"صحيح أن التليفزيون رفيق وحدتى، لكنى أكره فيه مباريات كرة القدم، أنها تحتل مساحة زمنية كبيرة، والأدهى من ذلك أنهم لا يكتفون بإذاعة مباريات الكرة في مصر.. بل أيضًا المباريات العالمية، وكأن الأقمار الصناعية ما اخترعت إلا لنقل هذه المباريات الكروية من مختلف أنحاء الدنيا".
وتابع: "كان أملى أن يعطى للعقل اهتماما مماثلا للاهتمام بالقدم، والغريب أن التليفزيون يسيطر تمامًا على انتباه المشاهد.. وأبعد الناس عن القراءة يعيشون عصر الثقافة البصرية والسمعية، أما الكتاب فلم يعد أحد يهتم به ولذلك لا يزيد عدد القراء أبدا".
وأضاف "الحكيم" في حواره: "وأتساءل هنا ما الذي يغرى هؤلاء الناس بالقراءة وهم يرون لاعب كرة القدم يعيش حياة لا يعيشها أكبر كاتب، وتتدفق عليه الأموال لمجرد أنه دخل الكرة في الجون.. فمثلا أن تهز رأسك.. ليس لهذا ثمن، لكن أن تهز راقصة وسطها أو يحرك لاعب كرة قدم برجله.. فهذا يدر الكثير لنصل في النهاية أنه لا ثمن للفكر الرفيع.. أما الألعاب الرياضية البدنية في المدارس فلم تكن تستهوينى وأنا صغيرا أو حينما كبرت، لذلك كنت أجتاز فريق كرة الشراب عند انصرافى من المدرسة دون النظر إليه".
وواصل حواره قائلا: "وذات مرة طلب منى رفيقى "حلمى بهجت بدوى" أن أقف مع فريقه حارس مرمى، ولكثرة اعتذارى قال لا عليك إلا أن تقف بين حجرين يمثلان المرمى وتمنع الكرة من الدخول إلى المرمى، وقبل أن أرد أخذنى هو وزملاؤه ووضعونى وضعا وسط مرماهم.. ودار اللعب حامى الوطيس، وجعلوا يتدافعون بالمناكب ويتقاذفون الكرة بالأقدام، وجاءنى حلمى بهجت وقال لا يصح أن ننهزم أمام الفريق الآخر وأنت حارس مرمانا حتى ألعب بكل جهدى.. المهم يبدو أننا في زمن كرة القدم وليس الفكر والحمد لله الذي جعلنى لا أنجرف نحو هذه الهواية".