معارضة جنوب السودان تستخدم مصر في الوقيعة بين جوبا وجيرانها.. تنشر شائعات عن دعم القاهرة متمردين إثيوبيين في عاصمة بلادهم.. والعلم المقلوب «آخر الأزمات»
أصبحت مصر في الفترة الأخيرة، وتحديدًا بعد زيارة رئيس جنوب السودان "سلفا كير" للقاهرة، حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في جنوب السودان، حيث تظهر شائعات تدسها مصادر مجهولة تارة والمعارضة تارة أخرى وتتسبب في حالة من البلبلة تضطر بعدها الجهات المعنية إلى إصدار بيانات لنفيها.
علم جنوب السودان
وأثناء زيارة الرئيس الجنوب سوداني "سلفا كير" للقاهرة للقاء نظيره المصري "عبد الفتاح السيسي"، ظهرت شائعات في جنوب السودان تتهم مصر بمخالفة الالتزامات الدبلوماسية بوضعها علم جوبا مقلوبًا، في يناير الماضي.
ولكن خرج المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان "تيني ويك إتيني" نافيًا مخالفة مصر الالتزامات الدبلوماسية أثناء استقبالها "كير" برفع علم بلاده بالمقلوب، موضحًا: "عدو جنوب السودان رفع صورًا للعلم قبل 3 ساعات من وصول الرئيس "سلفا كير" ونشرها على موقع "فيس بوك" لجذب الانتباه ما أثار ردود أفعال غاضبة بين مواطنينا الأحباء".
وأردف: "لاحظت سفارتنا في مصر وفريق مكتب الرئيس رفع العلم مقلوبًا عن غير قصد وصححوا وضعه قبل وصول الرئيس بثلاث ساعات".
مكتب المتمردين الإثيوبيين
بعد شائعة العلم، استخدم هذا العدو الذي أشار إليه "إتيني" –المعارضة المسلحة في جنوب السودان- مصر مرة أخرى للوقيعة بين جوبا وأديس أبابا حيث تحدث مستخدمو "فيس بوك" عن سماح الرئيس سلفا كير للمتمردين الإثيوبيين بفتح مكتب لهم في العاصمة جوبا بدعم من القاهرة.
وقال مسئول حكومي رفيع المستوى، رفض الكشف عن اسمه، لإذاعة «تمازج» الجنوب سودانية، يناير الماضي: «ترددت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الرئيس «كير» ناقش مع مسئولين مصريين أمورا مهمة، بحيث يتمكن المتمردون الإثيوبيون من فتح مكتب في جوبا».
وتابع: «تفيد الشائعات أن «كير» وافق على مكتب المتمردين في جوبا، ومصر سوف تدعم هؤلاء المتمردين بالسلاح؛ لخلافها مع إثيوبيا حول سد النهضة»، متهمًا نائب الرئيس السابق «رياك مشار» بنشر تلك الشائعات في إثيوبيا، مضيفًا: إن المتمردين يستغلون تلك الشائعات، فضلا عن وصول تلك المعلومات للحكومة الإثيوبية بالفعل.
ونوه المسئول إلى أن إثيوبيا قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة جنوب السودان، وطرد سفير جوبا من أديس أبابا، مؤكدًا أنها لن تستطيع طرده؛ لأنه يمثل جنوب السودان أيضًا في الاتحاد الأفريقي.
قصف المعارضة
واتهمت المعارضة في جنوب السودان مصر بقصف مواقعها، زاعمة تورط مصر في الصراع جنوب السودان الذي يشهد اشتباكات بين قوات تابعة للرئيس "سلفا كير ميارديت" وقوات موالية لنائبه السابق رياك مشار.
ونفى على الفور المتحدث "أتيني"، قيام مصر بأي قصف في بلاده ووصف المزاعم بأنها "سخيفة"، قائلا: "تلك الشراذم الصغيرة من المتمردين.. تنشط بين سكاننا ولا يمكن أن نقصف سكاننا".
المتحدث باسم الخارجية
وأكد أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، السبت الماضي، عدم قصف الطيران المصري مواقع المعارضة، قائلا إن "مصر لا تتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى".
ومحاولات معارضة جنوب السودان الأخيرة لزج مصر في صراع جوبا رغم استضافة القاهرة زعيم المعارضة رياك مشار في زيارة مطولة مؤخرًا، واتهامها بدعم المتمردين الإثيوبيين في جوبا والترويج كذبًا لمخالفتها الالتزامات الدبلوماسية في استقبال "سلفا كير" تؤكد توقعات المحللين خوفها من مرحلة جديدة من التحالف بين السودان، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وكينيا وأوغندا التي ستكون فيها الدول الخمسة خصمًا لها في جوبا وأديس أبابا والخرطوم، هذا فضلا عن الوقيعة بين "جوبا" و"القاهرة".