رئيس التحرير
عصام كامل

مسئولون سابقون يلجأون لـ«الشحاتة» بسبب الأسعار..مدير عام للتفتيش يطلب «حسنة المواطنين» في الشارع..قيادي سابق بوزارة الآثار «يتسول» لتعليم ابنته..و«البدوي» نسعى

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«حبة فوق وحبة تحت» هذا هو الحال الذي وصل إليه كثير من أبناء مصر، خاصة بعد الظروف الاقتصادية السيئة التي دفعت الكثيرين للتسول، ومد اليد للغير كي يجلبوا قوت يومهم، من أجل رعاية أبنائهم، في ظل تدني معدل الأجور والمعاشات، الغريب أن تلك الظروف لم تأت على الموظف البسيط فقط، بل ساء الحال أيضا بمسئولين كان لهم مكانتهم ودرجتهم الوظيفية التي لم تكن شافعًا لهم من الغلاء أيضا، وهذا ما تستعرضه «فيتو» بذلك التقرير


مدير عام
لم يكن يعلم أن الحال سيصل به إلى هذا المنحدر، فبعد ستين عاما من العمل الشاق والكد والإخلاص، تحول للجلوس على أرصفة الطريق طلبًا للمال بعد أن وجد معاشه 490 جنيها.

«الحاج نور» ذو الستون عاما، ذكر في تصريحات صحفية: «أنه كان يعمل مدير عام للتفتيش بإحدى قرى الصعيد، وعندما أحيل إلى المعاش، وجد نفسه يتقاضى معاشا مقداره 490 جنيها، بعد أن كان يتلقى راتبًا يفوق الألف جنيه شهريًا، وكحال الكثيرين اضطر لاقتراض مبلغ مالي من البنك، كي يتمكن من سداد مستلزمات تجهيزات ابنته، إلا أن المبلغ المطلوب سداده كل شهر لدفع أقساط القرض، لا يتناسب مع معاشه، والذي يسد منه باقي أحتياجات الأسرة، لهذا اتخذ من رصيف الشارع مأوى له، ليعلق لافتة يطلب فيها من المارة توفير فرصة عمل، كي يتمكن من الحياة».

وزارة الثقافة
لم يختلف حال «عم سيد» موظف وزارة الثقافة كثيرا عن «نور» الذي يفترش الرصيف المجاور لحزب الوفد بحى الدقى التابع لمحافظة الجيزة، فمعاشه الذي يتحصل عليه شهريا، لم يعد كافيا لغلاء الأسعار، أو إكمال تعليم ابنته الصغرى التي تستكمل دراستها بجامعة عين شمس في كلية التجارة.

فقد ذكر« سيد» ذو الـ64 عاما، في تصريحات صحفية: «إنه كان يعمل مدير سابقا لإحدى قطاعات وزارة الثقافة، وكان يتقاضى 1600 جنيه شهريا، وحينما أحيل إلى المعاش تقاضى 800 جنيه، ولكنها لم تكف احتياجات أسرته المكونة من 5 أفراد، منهم ثلاث فتيات تزوج منهما اثنتان، والأخيرة تدرس، بجانبه هو وزوجته».

كما أضاف أنه بحث عن وظائف أخرى تجلب له أموالا، ولكنه لم يجد، لهذا لجأ للتسول على أرصفة الشوارع حتى يتمكن من جلب المال الكافي لتعليم ابنته، ومواجهة ظروف المعيشة الصعبة.

محاسب
أما الحالة الثالثة فكانت لمحاسب، بإحدى الشركات،عندما ضاق به الأمر ذرعا عقب خروجه على المعاش اضطر أن يفعل مثل سابقه، ويتخذ من الرصيف محلا لأكل العيش، هربا من غلاء المعيشة وعدم كفاية المعاش.

فعلى ناصية شارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين، يجلس عثمان مختار عثمان، ذو الخمس وستون عاما، بصوته العذب، يتلو آيات من القرآن الكريم، كي يعطف عليه المارة ويضعون بيده بضع جنيهات، يعود بها لأسرته وأبنائه الثلاثة.

وقد ذكر ستيني العمر في تصريحات صحفية: «أنه تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1975، بتقدير جيد، ليبدأ بعدها في العمل محاسبا بإحدى هيئات وزارة الإسكان، وبعد خروجه على المعاش وجد نفسه يتقاضى 600 جنيه، ومع ظروفه المعيشية لم يتمكن من العيش، فلجأ للشارع لجلب المزيد، حتى يتمكن من توفير احتياجات أسرته.

تغيير قانون التأمينات
من جانبه قال مجدي البدوي، نائب رئيس اتحاد العمال: أن هناك ظلما شديدا لأصحاب المعاشات في مصر، ففي جميع دول العالم يكون الأجر الأساسي 75%، والإضافي 25%، بينما يتم العكس في مصر، لهذا تم تغيير قانون العمل الحالي، بحيث يصبح الأجر الأساسي 70% والإضافي 30%.

وأكد في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إن اتحاد العمال يطالب حاليا بتغيير قانون التأمينات الاجتماعية، حتى يتم تغيير نسبة الحد الأدنى للمعاش بالحد الأقصى، وبالتالي تحقق العدالة الاجتماعية.
الجريدة الرسمية