رئيس التحرير
عصام كامل

الشيحي يستعرض استراتيجية تطوير التعليم العالي والبحث العلمي

فيتو

أكد الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالي والبحث العلمى، أن الوزارة تسعى لإعداد خريج لديه مهارات وذو كفاءة وقادر على المنافسة والمشاركة في تحقيق التنمية والتقدم لوطنه.


جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير مساء أمس خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة الأهرام المسائى تحت عنوان "تطوير التعليم العالى والبحث العلمي.. رؤية مستقبلية" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وحضر الندوة علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام المسائى، والدكتور حسن أبوطالب الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وبمشاركة نخبة من خبراء التعليم العالى ومسئولى الجامعات والمراكز البحثية.

وفى كلمته استعرض الوزير الخطوات التنفيذية التي اتخذتها الوزارة لتطوير العملية التعليمية بمنظومة التعليم العالي.

وأشار إلى زيادة فرص الإتاحة بمؤسسات التعليم العالي، حيث تسعى الوزارة إلى الارتفاع بنسبة الملتحقين بالتعليم العالي في المرحلة العمرية 18-23 سنة من 33.3% إلى 40%، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالتعليم التكنولوجى.

وأوضح أن أمـريكا لديها 74% من التعليم العالى تعليم تكنولوجى و26% من المنظومة تعليم أكاديمى، مضيفًا أن رؤيتنا المستقبلية للتعليم العالى لا يجوز أن تستمر على نفس النمط ولا بد من تعديل القدرة الاستيعابية.

وخلال الندوة أشار الشيحى إلى أن هناك العديد من المبادرات تقوم بها الوزارة لدعم منظومة الابتكار والإبداع وريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والشركات الناشئة.

وأكد أن التوجهات الحالية تسعى إلى تحويل البحوث النظرية والابتكارات التي أنجزها المبدعون المصريون في مختلف مجالات البحث العلمى وتطبيقاته إلى منتجات تحقق عائد اقتصادى وتستفيد منها قطاعات الإنتاج والخدمات في المجتمع.

وأضاف الوزير أنه يجب التوجه إلى التعليم الذي يدعم مفهوم الاقتصاد القائم على المعرفة حيث أن التعليم يعد من أهم مصادر الدخل في بعض الدول المتقدمة، فضلًا عن أهمية البحوث في شتى المجالات.

وأكد أنه في هذا الإطار تم وضع المخطط العام للتعليم العالي الذي يمكننا من التعرف على الاحتياجات التعليمية في المناطق المختلفة ومدي مواكبتها لخطط التنمية.

وشدد الشيحى خلال الندوة على أنه لن يتم إنشاء أي كلية جديدة أو معهد إلا بعد استيفاء كافة المقومات اللازمة وموافقة اللجنة الخاصة بتقييم الاحتياجات والتخصصات البينية غير التقليدية، مشيرًا إلى ضرورة تعظيم الاستفادة من المنشآت التعليمية القائمة وإدارتها بالشكل الأمثل.

وأكد الوزير أنه لا بد من الاهتمام بالتعليم التكنولوجي، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة معاهد جديدة سيتم إنشاؤها خلال هذا العام في العديد من التخصصات كالطاقة وتصنيع السيارات، حيث تم الاتفاق مع المصانع على تدريب طلاب هذه المعاهد والحصول على مرتب شهرى أثناء الدراسة والعمل بعد التخرج.

وعلى هامش الندوة دار حوار مفتوح بين الوزير والحاضرين حول عدد من القضايا منها: الجامعات الأهلية حيث أكد الشيحي أنه تمت الموافقة على إنشاء 6 جامعات أهلية جديدة ستخرج من رحم الجامعات الحكومية وهي الإسكندرية، وعين شمس، وبنها، وأسيوط، وقناة السويس، والزقازيق.

وحول حصول الجامعات على الاعتماد أكد الوزير أنه لابد من الانتقال من جودة التعليم المحلي إلى الاعتماد الدولي، وأن مصر بها 425 كلية في الجامعات المصرية وأن 93 كلية فقط حصلوا على الاعتماد والجودة، مشددًا على ضرورة التحرك نحو الاعتماد الدولي، خاصة في قطاعات الطب والهندسة والتربية.

وفيما يتعلق بمنظومة التعليم العالى أوضح الشيحى أن منظومة التعليم العالى في مصر تشكلت خلال الـ60 عاما الماضية بما فيها من إيجابيات وسلبيات ولا يستطيع أحد أن يحتكر الإيجابيات فقط، وأن المنظومة تضم 24 جامعة حكومية و24 جامعة خاصة، والجامعات الحكومية تستوعب 65% من نسبة الطلاب، بينما تستوعب الجامعات الخاصة أقل من ذلك، ويوجد 157 معهدا عاليا خاصا، و45 معهدا حكوميا.

وحول الطلاب المصريين بالجامعة الأمريكية أكد الوزير أنه تم قبول بعض الطلاب الراغبين في التحويل إلى التخصصات المناظرة بالجامعات الخاصة والأهلية بشكل فورى، وذلك حرصا على مستقبلهم.

وأشار إلى أن هذا القرار يأتى بعد أن قامت الجامعة الأمريكية بزيادة مصروفات الدراسة بشكل مبالغ فيه الأمر الذي تجاوز قدرات الأسرة المصرية مما دعا إلى ضرورة اتخاذ هذا القرار.

وحول القوافل الطبية من الجامعات الحكومية أشار الشيحى إلى تسيير 24 قافلة خدمية خلال اجازة نصف العام الدراسى بهدف تقديم عدد من الخدمات التوعوية، والطبية، والبيطرية، والزراعية، والغذائية لسكان المناطق الواقعة في نطاقها لرفع مستوى الرعاية الصحية والوعى المجتمعى بها، موضحًا أن هذه القوافل تضم كافة التخصصات الطبية وأساتذة على مستوى عال من التميز تقدم للأهالي أدوية مجانية.

وعن السرقات العلمية أكد الوزير أن هناك برامج للكشف على الأبحاث العلمية قبل النشر، مشددًا على عدم التهاون فيما يتعلق بسرقة الأبحاث العلمية.

وفيما يتعلق بالبحث العلمى أكد الشيحى أن البحث العلمى يمثل الركيزة الأساسية لتقدم المجتمعات، مشيرًا إلى ضرورة مواكبة المستجدات والتطورات العالمية بما يساعد على الوفاء بالاحتياجات القومية في المجالات البحثية، موضحًا أن البحث العلمى نوعان هما: علوم أساسية وعلوم تطبيقية، وكلاهما مطلوب ومكمل للآخر.

وحول طلاب كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية قدم الوزير خالص تعازيه لأسر الطلاب الذين لقوا حتفهم في حادث مأسوى نتيجة انقلاب الأتوبيس الذي كان ينقلهم في رحلة ترفيهية لقضاء إجازة نصف العام بمحافظة جنوب سيناء، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، موجهًا الشكر للقوات المسلحة المصرية على قيامها بإرسال طائرة لنقل 32 مصابًا من الطلاب وأربعة جثامين من المتوفين بالحادث إلى مستشفيات جامعة الإسكندرية.

وأشار إلى أن ما قامت به القوات المسلحة من تواجد عدد من القادة بمستشفى شرم الشيخ الدولى وإرسال طائرة عسكرية لنقل المصابين هو عمل وطنى اعتادت عليه قواتنا المسلحة، كما قدم الشكر لضباط وجنود وأفراد الشرطة الذين تواجدوا في مستشفى شرم الشيخ وأبدوا رغبتهم في التطوع بالتبرع بالدم.

وفى ختام الندوة تم تكريم الشيحى تقديرًا للدور الذي يقوم به في تطوير منظومة التعليم العالى والبحث العلمى في مصر.

الجريدة الرسمية