رئيس التحرير
عصام كامل

شكرا لرجال المنتخب.. شكرا للأشقاء العرب!


لما كان ما حققه المنتخب يفوق ما انتظرناه، لذا ليس لنا إلا أن نشكرهم، فربما كان الفريق الذي يشارك في البطولة، وكل بطولاته الداخلية بلا جمهور، وربما فقد نجومنا وأبطالنا أحد أهم أطراف اللعبة والركن الأساسي وهو تفاعل اللاعبين وأدائهم وحساسيتهم في الملاعب!


ولذلك فما قدمه المنتخب من نتائج والوصول للنهائي بهزيمة واحدة في المباراة الأخيرة لا يمكننا معه إلا تحية اللاعبين، ولكن برزت من البطولة عدة نتائج يجب رصدها كلها، لعل من أهمها:

الالتفاف المصري الذي جرى حول الفريق، ومع البطولة، وبما يؤكد أن المصريين يبحثون عن أي فرصة تجمع مشاعرهم وتوحدها تجاه قضية واحدة، ولذلك ستجدهم دائما مع وطنهم.. والنقطة الثانية، أن الشعور العربي أو بمعنى أدق الحنين إلى القومية العربية لم يزل موجودا وبحرارة مدهشة، خصوصا أن هذا الجيل في عمر الشباب، وولد ونشأ في ظل إحباطات مؤسفة، كان العرب فيها في أسوأ أحوالهم في تاريخهم كله، خصوصا فيما بينهم، حيث حالة من التمزق غير مسبوقة، لكنهم توحدوا حول المنتخب المصري، لدرجة أن الفيديوهات الواردة بالصوت والصورة كلها مذهلة ومدهشة، من غزة ومن العراق ومن تونس ومن الخليج العربي ومن السودان ومن ليبيا رغم ظروف أهلها الأحباب..

ومن اليمن الحبيب إلى الأشقاء في سوريا الحبيبة بل في الجابون ذاتها حيث الجالية العربية، وخصوصًا الأشقاء اللبنانيين وقد قاموا بالواجب وأكثر، وهو ما يؤكد أن مشروع الدولة الإقليمية المنعزلة قد فشل، وجلب لنا الكوارث، وأن المشروع الذي تتبناه التيارات الإسلامية لا يعترف بالعروبة أصلا قد فشل، ولم يجلب لنا إلا القتال والفتن والتفرقة والدماء، ولا مفر من عودة المشروع القومي العربي، وأنه هو الحل للعرب لمواجهة كل ما يحيط بهم، وهذا لا يعني بالضرورة الدعوة لدولة عربية واحدة الآن، ولكن على الأقل توحيد الصف والهدف، وهذا في ذاته يحتاج إلى جهود كبيرة وربما مريرة ولكن تظل خلافات الحكام والحكومات في جانب، ومشاعر الشعوب في جانب آخر!

استقبلوا منتخبكم وهنئوه وحيوه ولا تجلدوه.. فلا تكونوا في جانب واحد مع الإخوان ممن خرجوا من أي حساب للشعب المصري وحيوا الشعب العربي الواحد من المحيط إلى الخليج، فالمشاعر فياضة بالحب لمصر، ورغم أنه ليس غريبا لكنه جاء في وقته تماما..
شكرا رجال المنتخب.. شكرا لكل العرب!
الجريدة الرسمية