رئيس التحرير
عصام كامل

متحف الفن الإسلامي يجسد مكانة المرأة في المجتمع من خلال معروضاته

فيتو

قال عبد الحميد عبد السلام، رئيس قسم الزجاج بالمتحف الإسلامي، إن المرأة بلغت في الحضارة الإسلامية مكانة عظيمة من حيث الاهتمام بها والمحافظة عليها وحمايتها، وتمتعها بكافة حقوقها دون نقصان.


وأكد "عبد السلام" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الإسلام ساوى بينها وبين الرجل ومارست المرأة التدريس، وحصلت على الإجازات العلمية، وكانت تبني المدارس والمساجد وتوقف الأوقاف عليها، بل أنها شاركت في أعمال التجارة والحرف والمهن، وكانت فقيهة ومُحَدثة ويكفي المرأة تعظيمًا وتشريفًا أن جعل الله تعالى سورة كاملة في القرآن باسمها وهي سورة النساء، وهذا يبرهن بما لا شك عن عظمة الإسلام الذي منحها هذه المكانة.

وأوضح عبد السلام، أنه من خلال معروضات متحف الفن الإسلامي يتبين لنا ما يبرهن على مدى ما تمتعت به المرأة من مكانة ومنزلة فنجد على سبيل المثال ما يدل على دورها في العمران من خلال المنبر الخشبي الرائع المطعم بالعاج والمعروف بمنبر تاتار (تتر) الحجازية وهي ابنة الملك الناصر محمد بن قلاوون وزوجة الأمير بكتمر الحجازي، وكذلك تحفة فريدة باسم خوند بركة أم السلطان الأشرف شعبان عبارة عن صندوق مصحف خشبي مسدس الشكل مطعم بالعاج والأبنوس ومقسم من الداخل إلى ثلاثة أقسام بكل منها عشرة خانات تتسع جميعها لحفظ ثلاثين جزءًا من القرآن الكريم، وقد صنع هذا الصندوق لمدرستها التي تم إنشاؤها سنة 770هـ/ 1368م.

وتابع عبد السلام: كذلك نجد العناية بجمال المرأة وحسنها يتضح ذلك من تحفة عبارة عن مكحلة من العاج المطعم بالصدف غاية في الجمال والدقة الصناعية، كذلك يحتفظ المتحف بمشط من الخشب كامل له أسنان من ناحيتين والجميل في هذا المشط أنه يحمل نصًا مكتوبا بخط الثلث يقرأ "الستر الرفيع" وهي من الألقاب التي تمتعت بها المرأة في العصر الإسلامي.

وأوضح رئيس قسم الزجاج، أن هناك مثالا يدل على مدى العناية بالمرأة وحفظها وحمايتها ويدل كذلك على تحقيق مفهوم منع ضرر الكشف وفي نفس الوقت تسمح للمرأة أن تتمتع بالرؤية دون أن يراها أحد من المارة أو الجيران، وتكمن عبقرية الفنان في ابتكار تحف تُعطي هذا المعنى ومن نماذج ذلك المشربية أو المشرفية وبالمتحف الإسلامي مشربية من الخشب ترجع العصر العثماني القرن 11هـ/ 16م.

وأضاف عبد السلام، أن هذا لمحة بسيطة عن دور المرأة ومكانتها في العصر الإسلامي والذي أفردت له العديد من الدراسات والكتب والأطروحات العلمية، فهنيئا للمرأة عيشها تحت مظلة وراية الإسلام وحضارته النيرة.
الجريدة الرسمية