رئيس التحرير
عصام كامل

الطلاق الشفوي بريء.. خبراء يوضحون أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مصر.. عدم الاختيار السليم والأزمة الاقتصادية الأبرز.. غياب الوعي الديني ضمن القائمة.. وتحذيرات من التسرع في تحديد شريك العمر

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر


"الطلاق الشفوي".. اللفظ الذي أثار جدلًا واسعًا في الأيام الأخيرة ما بين شرعية وقوعه من عدمه، الأمر الذي حسمته هيئة كبار العلماء برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بالأمس بعد أن أقرت وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه، وأهابت بكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ التزام الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء، والاستمساك بما استقرَّت عليه الأمَّةُ؛ صونًا للأسرة من الانزلاق إلى العيش الحرام.


وأكدت الهيئة في بيانها الصادر بالأمس أن الطلاق الشفوي ليس هو السبب في ارتفاع معدلات الطلاق، لتصل إلى 160 ألف حالة سنويًا، ووفقًا لإحصائيات أجراها مركز معلومات دعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ارتفعت نسبة حالات الطلاق من 7% لتصل إلى 40% في الخمسين عاما الأخيرة فقط.

وتستعرض «فيتو» في التقرير التالي من خلال عدد من الخبراء الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى زيادة الظاهرة في الفترة الأخيرة.

الزواج المبكر 

قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إن التسرع في اتخاذ خطوة الزواج من أبرز الأسباب التي أدت إلى زيادة نسبة الطلاق مؤخرًا، مشيرًا إلى استعجال الأهل في زواج الفتيات خوفًا من أن "يفوتها القطار".

وأضاف أن الطرفين بعد الزواج يكتشفان اختلافًا كبيرًا في أساليب التفكير فضلا عن عدم التوافق الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، مما يؤدي إلى حالة من التناحر والتشاجر تؤدي في النهاية إلى الطلاق.

وأكد «فرويز» إلى عدد من الأسباب الأخرى مثل عدم وضوح مفاهيم تكوين الأسرة وبناء النشء، مشيرًا إلى انتشار الاستهتار بين الشباب وغياب الأخلاق وعدم تحمل المسئولية، فضلا عن بعض الأفكار المشوشة مثل الشذوذ وغيرها.

عدم الاختيار السليم

ومن جانبها أشارت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، إلى أن عدم وجود معايير صحيحة في الاختيار أحد الأسباب، موضحة أن الفتاة تهتم في المقام الأول بالأموال، بينما يسيطر عامل الجمال على عقل الرجل عند البحث عن الزوجة فقط ولا يضع أي اعتبار لعوامل أخرى.

وأوضحت أن عدم معرفة الشباب بأحكام الإسلام عند الزواج، من شأنه أن يؤدي إلى ظهور مشكلات سلوكية عدة قد تهدد بانهيار الأسرة، مما يؤكد أهمية الدعوة الدينية الجادَّة من خلال تدريب الدُّعاة وتوعيتهم بفقه الأسرة وعِظَمِ شأنها في الإسلام؛ فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"، وقال أيضًا: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".

وأكدت "خضر"، أن الإعلام في الوقت الحالي أصبح يلعب دورًا سلبيًا في المجتمع من خلال المضامين التي يبثها والتي ترسخ لقيم ومفاهيم خاطئة، مشيرة إلى الأعمال التي قدمت في الماضي كانت تساعد في بناء الأجيال.

وتابعت: "أن الأوضاع الاقتصادية الحالية عامل ضغط كبير على الأسرة المصرية خاصة بعد موجات ارتفاع أسعار السلع المختلفة".
الجريدة الرسمية