رئيس التحرير
عصام كامل

قصص إنسانية من دفاتر السرطان.. «عبد الرحمن» يرفض مشاركة عائلته في رحلة العلاج ويخوضها بمفرده.. «محمود وشيماء» قصة حب بناءها المرض الخبيث.. و«فايزة» تنجح في هزيمته

فيتو

في اليوم العالمي للسرطان، تسعى كل المنظمات الصحية لتكريس الجهود بنشر الوعي بين الناس وتوعيتهم بمخاطر هذا المرض الخبيث، وكيفية الوقاية من الإصابة به، إلى جانب التأكيد على أن التحدي معه أول السبل للعلاج، من ذلك المرض اللعين الذي يصيب ليس فقط عضو واحد في جسم الإنسان، ولكن يتفشى بشكل مهيب بين عائلات بأكملها.



إحصائيات
ولا تزال الأمراض السرطانية حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تحتل المرتبة الأولى بين الأمراض المسببة للوفاة، حيث توفى بالسرطان 84 مليون إنسان خلال أعوام 2005 – 2015، ويؤكد الخبراء أن ثلث الإصابات بالأمراض السرطانية قابل للعلاج، وتقدر المنظمة أن تسبب مرض السرطان بوفاة ما لا يقل عن 15 مليون إنسان كل سنة، أي إن شخصًا واحدًا يموت على الأرض بسبب السرطان كل ثانيتين، ونستعرض قصصًا إنسانيةً في مجلد ضحايا المرض الخبيث.

عبد الرحمن
«عبد الرحمن السيد»، قصة شاب في مقتبل عمره كان يدرس ويعمل في آن واحد، يمتلك من الطموح ما يؤهله لبذل المزيد من النشاط وتحمل الأعباء، أصيب بمرض السرطان "الهودجكن ليمفوما" أي ورم ليمفاوىن عندما بلغ عامه العشرين، ورغم هول الفاجعة وضخامة المرض وآثاره السيئة، قلبه لم يقبل أن يتأذى أهله لمرضه، رفض أن يرى الحزن مرسوم على وجوههم، فقرر ألا يخبرهم بما أصابه من مرض خطير.
وحاول الشاب العشريني، أن يخفي مرضه ولكن قلبي والديه شعروا بأن ابنهم يخفي أمرًا وعندما سألوه عن ما يخفيه، وتغير حاله أدعى أنه يعاني الإرهاق والتعب، نظرًا لما يعانيه خلال عمله من مجهودات شاقة، وكثف الشاب من عمله لتوفير مصاريف دراسته وأهله وعلاجه، وبالفعل تمكن عبد الرحمن من ذلك حتى اشتد عليه التعب وتحول الفيروس من حميد إلى خبيث وهنا ظهر ما كان يخفيه عن أهله وانكشف أمره، واضطر أهله لبيع كل ما يمتلكون للإنفاق على علاجه.

العلاج الكيماوي
واستكمل الشاب علاجه وحصل على كمية كبيرة من جلسات العلاج الكيماوي دون نتيجة، واضطر لإجراء عمليات جراحية لم تنجح أي واحدة منهم، ووقف الأطباء عاجزين عن علاج حالته، لم يتبق لدى أهله أي شيء ليبيعونه وعجزوا عن استكمال العلاج.
واتفق الأطباء على أن الشاب ليس له علاج في مصر، ولا بد من سفره للخارج للحصول على 6 جلسات علاج تتكلف الجلسة الواحدة 16 ألف يورو، وحاول أهله جمع تبرعات له من أقاربهم وأصدقائه وأهالي الخير، وبالفعل تمكنوا من جمع المبلغ، ولكن إرادة الله هى التي تكون، فقد فارق الشاب الحياة قبل أن يسافر للعلاج وليضرب مثلًا للصبر على البلاء والتحمل والرضى بقضاء الله.

شيماء ومحمود
وعلى الجانب الأخر، نجد "شيماء ومحمود" قصة حب بناها السرطان، بدأت على فراش المرض أثناء العلاج من السرطان وانتهت بالخطوبة، فحبهما لم يقتصر على مواجهة السرطان بإعلان الخطوبة فحسب، إنما كان الزواج هو القرار الأمثل بالنسبة لهما لخوض المعركة مع هذا المرض اللعين الذي تعجز الأدوية عن مواجهته.
بدأت قصة الحب، أثناء فترة علاج شيماء بالمستشفى عن طريق صديق مشترك بينهم، طلب من محمود أن يهاتف نقابة المحامين للتدخل من أجل مساعدة شيماء، وبالفعل حدث ذلك، ولكن الشاب المساعدة وقع في حب الفتاة، عندما قرر زيارتها بالمستشفى.
محمود شاهين، وشيماء عبد المنعم المحاميان اللذين جمع الحب بينهما في غرفة بإحدى المستشفيات قاما بإعلان خطبتيهما خلال فترة تلقي شيماء العلاج، وأصر محمود شاهين "خطيبها" المحامي بالمرج، على إتمام مراسم الزفاف قبل المرحلة القاسية من العلاج، وهى عملية استئصال ورم سرطاني في الثدي والكيماوي.

فايزة
وخلال سردنا لقصص ضحايا السرطان، نجد فايزة حسن، ربة منزل، تقيم بمحافظة الدقهلية، وأم لـ3 بنات، تعرضت لإهمال طبي جسيم عندما اكتشفت إصابتها بالمرض المرض في الثدي الأيسر عام 2014، وبدأت في عمل أشعة المنوجرام والسونار، وظهر الورم في الأشعة، وتبين من العينة أنها مصابة بورم خبيث، فأجريت عملية ومن هنا بدأت رحلة العذاب مع اللعين، بالتزامن مع فرح ابنتها الكبيرة.

وتقول فايزة: "كنت أتناول المضادات الحيوية حتى يجف الجرح، وبدأت آثار العملية تؤلمني وفي هذا الوقت كنت أخضع للعلاج الكيماوي، وبعد أكثر من 6 جلسات فقدت شعري كله، ولكن ساءت حالتي.
وتابعت قائلة:"ووقتها قرر الطبيب إجراء عملية استئصال كلي للثدي، ولم يجد الطبيب أوردة لتركيب الكانيولا، وبدلًا من أن يدخل الكيماوي لجسمي دخل على الرقبة، وقلت لهم إن العملية بها خطأ حتى دخلت غرفة العمليات مرة أخرى"، وتأكدوا من خطأهم وفي نفس اليوم تم حقن الكيماوي في الوريد، وخضعت لـ 25 جلسة علاج إشعاعي، ثم علاج هرموني، وبفضل الله استطاعت السيدة هزيمة المرض.
الجريدة الرسمية