رئيس التحرير
عصام كامل

عن مناظرة «الغد» والمشاريع الكبرى!


بعد ثلاثة مقالات متتالية بـ"فيتو" للرد على ما أثاره الدكتور "خالد رفعت" الباحث ومدير مركز طيبة للدراسات، ومع ردود الأفعال في اتجاهات متعددة تلقيت دعوة من الصديقين العزيزين الأستاذين "إيهاب نافع وأمير فتحي" المحترمين وهما من أعمدة قناة "الغد" الإخبارية- وهى القناة العربية الإخبارية الوحيدة التي تبث من القاهرة، لتحويل المواجهة على الورق إلى مواجهة على الهواء.. كانت الفكرة جيدة.. قبلناها على الفور خصوصًا لمدى علمي بموضوعية القناة والتزامها الخط القومي العربي والأهم: المكانة التي تحظى بها مصر وشعبها وقيادتها عند القناة بأصحابها وإدارتها والقائمين عليها من مديرها الحالي "أحمد الحذوري" إلى كل العاملين بها!


ربما كانت المناظرة الأولى على القناة ودارت حول 3 قضايا أساسية أولها كان عن جدوى مشروع قناة السويس والثاني عن جدوى- أيضًا-العاصمة الإدارية الجديدة، وثالثها كان عن جدية الدولة في محاربة الفساد.. اختارت القناة عنونًا عبقريًا هو "اختلاف النخبة في مصر عن المشاريع الكبرى" ورغم حساسية مصطلح "النخبة" إلا أنه مر وسط تفاصيل المناظرة التي تابعها الكثيرون بينما يبحث عنها كثيرون أيضًا!

ومع إدارة هادئة ومهنية من الإعلامي الأستاذ "خالد عاشور" المحترم-أحد أبرز وجوه قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، ويشكل مع الأستاذين "محمد المغربي وأحمد بصيلة" مكاسب مهمة لقناة الغد -جرت المناظرة في جو هادئ استفاد منه كل من تابعها بغض النظر عن مواقفهم، وربما تشكل إدارة المناظرات بهذه الطريقة درسًا لمن يفتحون قنواتهم لصراع الديوك الذي يستهدف الإثارة بكافة أنواعها حتى لو تصدرتها الإثارة السياسية بلا فائدة أو هدف!

قلنا إن المشاريع الكبرى تتم في مصر لتعويض البلاد ما فاتها منها سنوات طويلة، وأن مشروع قناة السويس مشروع اقتصادي له أبعاد إستراتيجية وأمنية وأشرنا إلى ما أثير من شروع العدو الإسرائيلي في قناة منافسة، وأن انخفاض أسعار البترول أثر على الإيرادات المتوقعة، وقلنا إن العاصمة الجديدة بقرض صيني بفترة سماح تبلغ عشر سنوات مع أربعين عامًا للسداد، ولكن للمشروع فوائده التي تجعله حلمًا حقيقيًا للمصريين يستوعب الملايين ودفع إلى عودة العمل في العديد من الصناعات مثل الزجاج والبلاستيك والسيراميك والبلاط والمسامير والمصابيح والأسلاك الكهربائية والأسمنت والحديد وعشرات الصناعات، التي ستنتعش من المشروعات الكبرى فضلًا عن أن أكثر من 100 شركة عالمية قدمت رغباتها للاستثمار في المدينة من بنوك إلى شركات كبرى لمشاريع ترفيهية بما يضمن الربح المؤكد منها. 

وقلنا إن الدولة تحارب الفساد للكبار والصغار على السواء بدليل وجود وزير و3 مستشارين لوزراء ووكيل للجهاز المركزي للمحاسبات في السجن، فضلًا عن استرداد قطعة أرض واحدة من أحد رجال الأعمال قيمتها وحدها 800 مليون جنيه بامتداد مطار القاهرة!

ما لم نقله في المناظرة -التي أدارها من الكونترول الأستاذ أمير فتحي، رئيس فريق عمل البرنامج-لضيق الوقت وبعد أن قلنا إن احتساب إيرادات القناة بالجنيه المصري هو الأصل، وأن العملة المصرية هى الأساس بمراسيم قديمه من مصر الملكيه سنة 1935، وما قبلها وحتى اليوم ولا يشكل استخدامها خداعًا من أي نوع فلا تدخل الخزينة الرسمية أصلًا إلا العملة المصرية، لكن ورغم كل ذلك فقد تبقت معلومة مهمة أن ما تم احتسابه بالجنيه المصري جرى قبل تعويم الجنيه، وقبل تضاعف قيمة الدولار فأخرها كان عن عام 2016، وحتى اللحظة لم تصدر أي إشارات لعائد القناة لا في يناير الماضي ولا حتى الربع الأول من 2017!

وفي الأخير.. كل الشكر للمشاهدين ولمن تابعوا مناظرة أمس الأول، وكل الشكر لقناة "الغد" ليت قنوات أخرى تتعلم منها.. ليست الموضوعية والمهنية فقط وإنما الالتزام بمعايير كلًا من المصلحة والمسئولية القومية!
الجريدة الرسمية