مرضى المستشفيات الجامعية.. المرض ينهش والدواء غال «تقرير»
أثارت أزمة نقص الأدوية بالمستشفيات الجامعية بلبلة في الرأى العام وتولدت الأزمة بعد تطبيق قرار تعويم الجنيه، حيث ارتفع سعر الدولار بأكثر من 70% من قيمته، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة صناعة الدواء بأكثر من 40%.
وامتنعت بعض الشركات عن توريد الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات الجامعية، وجعل الأطباء وبعض الصيادلة يلجئون إلى استخدام بعض المسكنات القوية لحين توافر الأدوية والعلاج المطلوب.
ورصدت "فيتو" في جولتها بصيدلية مستشفى الجراحة بمستشفى الدمرداش الجامعى الوضع.
بعين تملؤها الدموع تراص المرضى في طوابير طويلة على شباك صرف العلاج منذ الساعة الثامنة صباحًا أملًا في أن يجدوا دواءً يقضي على أوجاعهم أو على الأقل يسكنها.
ازدحمت أرفف الصيدلية بمسكنات ومهدئات لمرضى الحساسية والكحة، وبعض أدوية للضغط.
وأكد الصيادلة أن هناك نقصا شديدا في أدوية الصرع والتوحد، وبعض الأدوية الأخرى، مشيرين إلى أن المستشفى حصل على بعض التبرعات خلال الفترة الأخيرة تصل إلى 300 ألف جنيه لشراء الأدوية الناقصة.
عشرات الصناديق تحتوى على قطن وشاش ولاصق طبى يستخدم في غيارات الجروح لحين توافر الأدوية الخاصة بهم.
"يا مين يوصل صوتى للمسئولين ويقولى أشكى لمين".. جملة رددتها الحاجة روحية وهى في انتظار دورها لعلها تحصل على عبوة أنسولين.
طوابير المرضى لا تنتهى بحثًا عن أي شيء يسكن آلامهم، مؤكدين أنهم يخرجون من منازلهم في السادسة صباحًا لكى يستطيعوا أن يحجزوا كشفًا مبكرًا في العيادات الصباحية وصرف العلاج من صيدلية المستشفى قبل إغلاقها في نهاية الشفت الصباحى للصيادلة.
"الشكوى لغير الله مذلة" جملة وحيدة قالها محمد سيد، المصاب بفيروس سي، مؤكدًا أنه يتألم في اليوم الواحد ألف مرة ولا يجد مسكنًا لآلامه.
وأضاف ابنه أنه عرضه على أكثر من طبيب لعله يصرف له علاجًا يسكن أوجاعه ولكن دون جدوى، قائلًا "أبويا بقى خيال مآتة والحكومة مش حاسة بينا".