رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو .. أم كلثوم وحكام مصر.. «فاروق» يمنحها وسام الكمال لتتساوى بمكانة الأسرة المالكة.. «عبد الناصر» يعيدها للفن بعد قرار الاعتزال.. ومبارك يهديها مقدمة كتاب «كوكب الشرق&#

فيتو

مع طلعة كل شمس تستيقظ مصر على نغمات أغنية «يا صباح الخير ياللي معانا، ياللي معانا، ده الكروان غنى وصحانا»، لكوكب الشرق أم كلثوم، التي ما زالت تتربع على أفئدة ملايين المصريين مع تعاقب الأجيال، لإبداع فنها وأغانيها التي جعلت من رؤساء مصر يتخذونها سلاحًا سياسيًا وقت الأزمات، والنجمة الغنائية الأولى لعهود الرئاسة.

وفي ذكرى وفاتها، ترصد«فيتو» مسيرتها مع حاكمي مصر.

صاحبة العصمة
بدأت علاقة أم كلثوم مع الملك فاروق، بعد توليه العرش عام 1936، فقد غنت له أغنية بعنوان «جنة الوادي» بعد توليه للعرش بأشهر قليلة، وهى قصيدة مكونة من سبعة أبيات كتبها أحمد شوقي ولحنها رياض السنباطي.

وحينها توطدت علاقتها كثيرًا بالملك، فغنت له ثانية في عيد مولده قصيدة بعنوان «الفاروقية الثانية» من شعر أحمد رامي، ولهذا اختارها فاروق للغناء في حفل زفافه على الملكة فريدة، كما أقامت أم كلثوم حفلًا لتمويل وتأييد فكرة إنشاء جامعة الدول العربية، لهذا منحها الملك وسام الكمال «صاحبة العصمة» كي تكون مساوية لأميرات الأسرة العلوية، حتى إنها أصبحت مطربة البلاط الأولى.

وعلى الرغم من تلك العلاقة الوطيدة التي ربطتهما سويًا وتشجيعها وتأييدها له، إلا أنها انقلبت عليه مع حرب فلسطين حينما انتشر خبر صفقة الأسلحة الفاسدة.

مطربة الزعيم
لم تكن أم كلثوم مغنية البلاط الأول في عهد الملك فاروق فقط، بل نجحت أن تكون مطربة الزعيم الراحل عبد الناصر أيضًا، فعقب الثورة التي أطاحت بحكم فاروق لمصر، تداولت الشائعات عن معارضتها لحكم عبد الناصر، بل تم منعها أيضًا من الإذاعة لعلاقتها بالنظام الراحل، حتى إن غنائها للجيش المصري أغنية «غلبت أصالح في روحي» في الفالوجا أثناء حرب فلسطين، لم تكن شافعًا لها في هذا القرار.

وبناءً عليه، أبلغت كوكب الشرق الصاغ أحمد شفيق بقرار اعتزالها للفن، وما أن وصل هذا الخبر إلى عبد الناصر، فأسرع إليها برفقة المشير عبد الحكيم عامر، ليقنعها بالعدول عن قرارها، فغنت له «بعد الصبر ما طال.. نهض الشرق وحققنا الآمال.. برياستك يا جمال»، لتكون بداية خطواتها الفنية في عهد الزعيم.

ومن هنا شاركت أم كلثوم في جميع الحفلات التي كانت تقام بحضور عبد الناصر، ومنحها قلادة الجمهورية في عيد العلم، وفي عام 1967 كانت أم كلثوم من أوائل المطربين الذين سارعوا لإقامة حفلات تبرعت بإيراداتها للمجهود الحربي، وعقب إعلان الزعيم التنحي وعاد مرة أخرى للحكم غنت له «يا حبيب الشعب».

وحينما توفى الزعيم عام 1970، غنت أم كلثوم قصيدة رثاء «رسالة إلى الزعيم» من كلمات «نزار قباني».

السيدة الأولى
تستأنف «ثومة» رحلتها من عهد عبد الناصر إلى عهد السادات، فتعود معرفة كوكب الشرق بالرئيس الراحل إلى عهد عبد الناصر، حينما كان عضو مجلس قيادة الثورة المسئول عن الفن والفنانين، وحينما مرضت ثومة وانحبس صوتها، تطوعت البحرية الأمريكية لعلاجها في مستشفى بولاية مريلاند، وكان السادات من ودعها على سلم الطائرة.

وحينما تولى السادات رئاسة مصر 1970، تناقلت الكثير من الشائعات حول توتر العلاقات بين أسرته وأم كلثوم، حيث نقل حنفي المحلاوي في كتابه بعنوان «معارك أم كلثوم»، أن خلافًا نشأ بين السيدة جيهان السادات، وأم كلثوم بسبب لقب «سيدة مصر الأولى»، حيث رغبت زوجة الرئيس في لقب «السيدة الأولى»، إلا أن هذا اللقب كان يطلقه الإعلام على «أم كلثوم».

إلا أن زوجة الرئيس الراحل نفت تلك المزاعم، موضحةً أن الأخبار التي تم تداولها مفبركة، لإحداث وقيعة بينهما، مضيفةُ خلال حوارها في برنامج «نظرة» مع الإعلامي حمدي رزق: «أنه في أواخر أيام أم كلثوم كنت بروحلها أنا والسادات، وكنا بنتعشى معاها دايمًا».

أم كلثوم ومبارك 
لم يتوقف حب الرؤساء لثومة ورحلتها معهم بوفاتها، ففي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني المبارك وتحديدًا عام 2008، أصدر المركز القومي للترجمة، ترجمة عربية للكتاب الفرنسي «أم كلثوم كوكب الشرق» للباحثة الجزائرية ايزابيل صياح يوديس، وحينها كتب مبارك مقدمة الكتاب بنفسه.

فكتب مبارك في المقدمة: «أم كلثوم استطاعت بفنها أن تصعد إلى القمة وأن تتربع في قلوب الناس وذاكرتهم وتفتح بذلك أمامها أبواب الخلود»، مضيفًا:« أن غياب أم كلثوم عن عالمنا لم يكن سوى مرحلة أولى من سلسلة استقرارها في ضمير البشر، وأن إبداعها بمثابة تجديد لإبداع الفنان المصري عبر العصور».
الجريدة الرسمية