رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا الشهادات المدرسية..أم تشنق طفلها بسبب إهماله في التعليم.. وطالب ينتحر بسبب الثانوية العامة..«عربة كارو» عقوبة ولي أمر في أسيوط.. وخبير نفسي ينصح: الشهادة الجامعية ليست دليل نجاح


بحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن 12% من شباب مصر يعانون من البطالة، و20% من تلك النسبة هم من حاصلي المؤهلات العليا الذين لم يجدوا عملًا، ناهيك عن الذين يعملون في مجالات لا تخص دراستهم وهؤلاء بعيدًا عن تلك الإحصائية ولم تتضمنهم نظرًا لأنهم يد عاملة.


في بلد تشير الإحصاءات فيه إلى ذلك فإن النتيجة الطبيعية هي فقدان شغف التعليم والحصول على مؤهل عالٍ يستطيع من خلاله أن يعمل الشاب أو الفتاة ويؤمنوا مستقبلهم، وهي قضية مطروحة في مصر منذ عقود وبرزت من خلال فيلم «اللمبي» للفنان محمد سعد حين قال «الجنيه غلب الكارنيه».

تلك النظرية لا يؤمن بها الكثيرون من أولياء الأمور الذي يعنفون أولادهم بسبب ضعف مستواهم التعليمي فيما يصل البعض إلى درجة عنف تنهي حياة أولادهم بسبب هذا التعنيف ما بات يطلق عليهم «ضحايا التعليم».

طفل الفيوم
وآخر ضحايا التعليم في مصر طفل في الثانية عشرة من عمره بمحافظة الفيوم، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تعنيف أمه له وتعليقه بأحد الحبال المتدلية من سقف منزلهم بمركز طامية بالفيوم.

وتلقى اللواء قاسم حسين مدير أمن الفيوم إخطارًا من مستشفى طامية المركزي بوصول الطفل "يوسف" بالصف السادس الابتدائي جثة هامدة إلى المستشفى.

وكشف شقيقتاه أن والدتهما كانت تعاقبه لإهماله في دراسته من خلال تعليقه في حبل من سقف المنزل لتخويفه وتم تحويل الواقعة إلى النيابة لتتولى التحقيق.

وفي يونيو الماضي افتتح طالب في السابعة عشرة من عمره بالغردقة قائمة ضحايا الثانوية العامة التي باتت ظاهرة سنوية، وذلك حين أقدم الطالب بالصف الثالث الثانوي على الانتحار بتناوله مادة سامة لعدم تمكنه من الحل في مادة اللغة الإنجليزية.

وتم تحويل الواقعة إلى النيابة لتتولى التحقيق وتقوم بدفن الجثة وفق الإجراءات القانونية.

انتحار
وفي عام 2015 انتحرت طالبة بالثانوية العامة بمحافظة أسيوط بعد أن أخبرها شقيقها مازحًا إنه رسبت في مادتين ما دفعها إلى إطلاق الأعيرة النارية على نفسها من مسدس موجود في المنزل.

وتلقت الأجهزة الأمنية إخطارا يفيد بانتحار «صفاء محمد» الطالبة بالثانوية العامة بعد مزاج مع شقيقها أخبرها أنها راسبة رغم أن المجموع الفعلي لها 86% في القسم الأدبي.

الأمر تكرر بصورة مختلفة في نفس العام حين قام ولي أمر الطالب «حلمي.ع» بإجبار ابنه على شراء عربة كارو وحمار لإجباره على العمل «عربجيًا» بعد أن فشل في التعليم.

الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي يرى أن تلك الحوادث نتيجة ثقافة المصريين التي تربط بين العيش الكريم بالشهادة الجامعية، وبالتالي أي خلل في مراحل التعليم يعني خللا في مستوى الحياة بعد ذلك وهو ما أثبت خطأه بالأرقام التي أشارت إلى أن كثيرين من الناجحين لم يكونوا ذوي تعليم عالٍ.

وأوضح أستاذ علم النفس أن التوجيه أمر واجب لأن الأطفال أو المراهقين لديهم ميل نحو اللعب وإهمال الدراسة لكن أن يكون ذلك من خلال آلية واضحة وبدون تعنيف، ناصحًا أن تكون الصداقة هي الأساس بين الأب وابنه حتى يكون هناك حل بعيدًا عن تلك الكوارث.

كما طالب بأن تكون هناك حملة توعية من الدولة لإرشاد الآباء كيفية تربية أبنائهم والتعامل معهم في الأوقات الصعبة.
الجريدة الرسمية